الوجه الآخر.. للسامر المقربون جداً من الشيخ عبدالعزيز السدحان يعرفون أنه إذا أطلق عبارة ثناء على شخص فهو يستحقها؛ ولقد شدني ثناؤه على الأمير عبدالعزيز بن سعود؛ ولقد جرني حب الاستطلاع إلى أن أعرف أخباراً وأموراً تثلج الصدر وتبهج النفس؛ خاصة إذا كانت عن قامة عملاقة كأبي راشد الأمير عبدالعزيز بن سعود. فلقد عرف عن الأمير شدة تعلقه بربه وقربه منه؛ ولعل ذلك يتجلى في قصيدته في خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله عندما تصفح وجوه المصلين بالحرم وتذكره رحمه الله فهربت دمعة من محاجره وأبيات من خاطره.

العام صلى بالحرم عقب ما صام=خادم بيوت الله نظيف السريره 


هذا مكان يلبس فيه احرام=وهذا مطافه والوتر والوتيرة 


وهذا مكانه قاعد عقب ما قام=وهذا مصلى سجدته في سفيره 

ودائماً عندما ترى في الشعر عبارات وألفاظ في شعره فيها إيمان وقرب من الله، لتجد أن قصائده تطرق باب القلب وتدخله بدون استئذان؛ ولعل من أجمل أبياته قوله:

لا والذي تسجد له الخلق وتصوم=ولرضاه بيته والمقام تعني له 

وبصدق تعجز عبارات قليلة أن تصف أعمال شخص خيّر، قد حرص كتمانه ابتغاء عظم الأجر من ربه؛ والذي يحز في النفس أن أمثاله قلة؛ حيث إن بعضهم ما أن يتبرع حتى تمتلئ صفحات الجرائد بخبر هذا التبرع؛ غير أن أبا راشد لا تجده هكذا فكم من مرة تبرع؟! وكم مرة فك عانياً؟! وأغاث ملهوفاً؟! وأعان محتاجاً؛ ولكن من يدري عن ذلك سوى من أراد به وجهه سبحانه.
وأما عن بره بأبيه فلقد أصبح الأمير عبدالعزيز مضرب مثلٍ في ذلك؛ وقد لا أتعجب عندما نقرأ في كتب الأمثال عبارة «أبر من عبدالعزيز»؛ فلقد لازم والده ونهل من مدرسته الشيء الكثير، ومن يرى عيني الأمير عبدالعزيز وهو برفقة والده يقرأ عنوانهما البر، ويرى السعادة والشرف وهو يقوم بخدمة والده. وسبحان الله وبالرغم أن الأمير عبدالعزيز شاعر؛ ولكن تجد أمسياته قليلة وكم من مرة اعتذر عن أمسية لأجل ملازمته لوالده «أطال الله عمره» وقد يكون الله سبحانه عوضه بذلك بأن أطلق عليه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد -رحمه الله- لقب «شاعر آل سعود» وهو بالفعل يستحق ذلك.. وبقي أن أقول أبشر يا سمو الأمير عبدالعزيز بن سعود ببر ابنك الأمير راشد بك بإذن الله فبر الوالدين سلف ودين فبروا آباءكم تبركم أبناؤكم وأنثر بين يديكم بعض الدرر المكنونة والأبيات الرقراقة؛ والتي نظمها الأمير عبدالعزيز في والده:

اسلم يا بوي ويسلم الطيب كله=سلامتك يسلم بها الطيب والجاه 


بصوت واحد كلنا قلب ولسان=ندعي له الي يعلم السر والغيب 


يمد في عمره ويجزاه بحسان=بوي ذخري بالليالي الشلاهيب  


الفعل يبقى والتصانيف تغني=اتبع طريق ابوي واحفظ واصاته  

وأخيراً فلقد كان قرار الأمير عبدالعزيز بعدم غناء قصائده؛ والتي يعرف المطربين كم خسروها، ففيها من المعاني والقيم والنظم الشيء الكثير؛ والتي تجعل أشرطتهم في المرتبة الأولى من حيث المبيعات، واتجاهه إلى إعطائها للمنشدين الإسلاميين؛ والتي ستكون خير وداعم لهم في مسيرتهم، فياليت الشعراء ممن هم بقامة الأمير عبدالعزيز يحذون حذوه.