موقع الأمير الشاعر عبدالعزيز بن سعود بن محمد آل سعود

جديد القصائد
جديد الأخبار

New Page 3
 

 
جديد الصور
 

 
جديد البطاقات
 

 
تغذيات RSS
 

ميزان العيون في شِعر .. السامر
1427-11-11 06:11 PM



[TABLE=width:70%;border:1 solid green;][CELL=filter:;]


  ودي أشبع منك شوف ولا حصل لي =كل ما ناظرتني ضاعت علومي

تظل العين لغة مشتركة بين لغات الشعوب تتجاوز الحدود التعبيرية التي هي من صنع الإنسان خصوصاً في القضايا الوجدانية .. وتظل مصدراً لإلهام الإنسان بشتى أوجهه .


العين تنطق والأفواه صامتة    =   حتى ترى من ضمير القلب تبيانا

فالعين باب القلب الذي من خلاله يدخل نور الحب وحمائم العشق ..


أذود سهام الطرف عنك وما له    =  على أحدٍ إلا عليك طريق 

وقد أورد مفسرو الأحلام أن العين في المنام بصيرة الرجل التي يبصر بها الهدى والضلال.
والعين باعث حقيقي لبيت الشعر ، لما تحمله من معان جمالية ورمزية تتميز بها .
فهي تنطق بدون كلام وتقتل بغير سهام وتأسر بلا قضبان ، وتغرق في بحرها أمهر السباحين في لمح البصر .


ويؤكد كثير من النقاد على أن بيت جرير في العيون من أجمل الأبيات التي قيلت في الغزل حينما قال :


إن العيون التي في طرفها حــورٌ   =  قتلنني ثم لم  يحيين قتــلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به =وهن أضعف خلق الله أركانا


إلا أن شاعرنا سمو الأمير عبد العزيز بن سعود ( السامر ) كان له بعض الأطروحات الشعرية الناضجة حول علاقة العين بالحب والشوق والشعر والحياة بشكلٍ عام ..
ففي خطوة جريئة من السامر امتطى فيها صهوة الإبداع التصويري في تقليد العين كفوف السلام ، حيث جعل من العين كائن له أيادي تصافح كفوفه الكفوف الممتدة إليه تترجم هذه المصافحة نظرات شاعرية لا يشترط فيها القرب التقليدي ..

مثل السماء ابعد عن يدي .. ويصافحك كف العيون=أمد كفي للسلام .. يمنا حنانك مدهـــــــا


وهناك من العيون ما تملك من الجيوش ما هو كفيل لصرع العاشق مهما كانت قوته وقوة جأشه .. فلا يملك إلا أن يكون أسير قضبان الرموش ، في سجن العين الانفرادي المرصع بالعفة والحور الرباني الساحر ، وعندها يتمنى كل عاشق أن يكون هو السجين في تلك الزنزانة الأنيقة التي لا تليق إلا بالعاشقين فقط ..


خلٍ جيوشه بالمحبه غزتني    =   وأنا أسيرٍ للعيون العفيفة 


وفي غفلة من الصبر السرمدي الذي يفرضه المحب على قلبه في سبيل إرضاء المحبوب ، يهب عتاب الحبيب في ثوبٍ مطرز بالحب الخالص ، تتراقص داخله أغصان الوفاء حاملة معها أوراق الشوق والحنين لتهطل جميعها في بيت السامر الذي يقول :


تحسب عيونك في عذابي محلِّه= وأنا الوفي دايم ولا جاك تقصير 

ولكن ومع ذلك ورغم ما في عيني الحبيب من ألم للمحبوب وصدود فإن المحب لا ينكر جمال تلك العيون الفتانة لذا يتمنى أن تحنو عليه تلك العيون حتى ولو بنظرة كبر تصافح بها قلبه الغارق في أمل اللقاء ..

 يا بو عيونٍ فاتناتٍ مظاليل= ودي عليّ بنظرة الكبر تختال 

وما أقسى أن يرى العاشق الدموع تسيل من عيني محبوبه ، لذا فإنه يبذل الغالي والرخيص في سبيل كفكفة تلك الدموع جاعلاً من الوفاء نوراً يوصله إلى تحقيق مراده .. ولكن ليس بالضرورة تكون تلك الدموع صادقة ..


   كنا وكان الحب لك بالوفا حي=  يومك تخدع العين بدموع عينك  
ودي أشبع منك شوف ولا حصل لي = كل ما ناظرتني ضاعت علومي


أقصى ما يتمناه العاشق الحقيقي من حبيبه نظرة يقتات عليها تملأ فؤاده ، وتروي حنينه السرمدي .
ولكن إذا كان هذا الحبيب يملك مقومات جمالية خارقة ، فما على العاشق إلا أن يمتطي راحلة التمني ، خصوصاً إن كانت العين هي بيت القصيد .
ولكن عاشقنا السامر أراد أن يسبح بمجداف العشق في بحر العين ، تلك العين التي تحمل متاهات البحر في عمقها وجمالها ورهبتها ، فمهما كان العاشق سباحاً ماهراً في بحور العشق ، فكلما زاد تيهه في أعماقها .
ولا زالت الأمنية من التأمل في الحبيب قائمة ، ولكن دون جدوى .. فلسان حال العاشق يقول :
\" أنظم من الأبيات فيما لو سمعته الحبيبة ، بهرت بما نظمته فيها ، وأحمل من الأشواق فيما لو وضعته على الغيوم لأمطرت عشقاً ، وفي عزلتي ألملم أطرافي أمام مرآتي القديمة ، ومن ثم أبدأ أسطر الكلمات المنمقة ، والأحاسيس الأنيقة والنظرات المؤثرة ، والابتسامات الفاترة ، وكأن من أحبه واقف أمامي ، ومن ثم أعيد الكرة المرة تلو الأخرى حتى أتقن ما حفظته ، وأصبح جاهزاً للحظة المرتقبة ..
أيام طويلة تمر وأنا ارتقب لقاء الحبيب .. وفي الحقيقة هي ليست أياماً بل دقائق ، ولكنها توازي الأيام بل السنين .. ودقات قلبي في سباق مضني مع دقات الساعة حتى تحل اللحظة الموعودة ..
ثبات وشجاعة في محاولة لتأمل جمال تلك العين الساحرة .. وهنا تذوب فرائصي ويتبخر ما حفظته أمام نظرة عينه ، ومن ثم أبدأ بمزاولة هوايتي المفضلة في الغرق في عينيه رغماً عني ..
ولكني في المرة القادمة سألقي بنفسي وبمحض إرادتي في بحر عينه لكي أغرق .. ولكن برغبتي ، ولسان حالي يقول : ( بيدي لا بيد عمرو ) … \"

ويظل القلب ساليا في متطلبات حياته .. غارقاً في همومه وآلامه وأحزانه ، ولكن عينه عندما تلتقي بعين ذلك الضبي الأنيق تذوب همومه وآلامه وأحزانه ، وترحل إلى آفاق الجمال الساحر ، إلى شواطئ العيون الناعسة ، إلى أعماقها الباردة الجريئة ..


   من يشوفك ملكته بالهوى يا ملاك =           في عيونك جمالٍ يسحر الناظرين 


ولا تزال سفينة السامر فاردة أشرعتها باتجاه الجمال تعانق أمواج بحر العيون ، وتزف الوفاء إلى شواطئ العشق …
[/CELL][/TABLE]

 


خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google
  • أضف محتوى في Facebook


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.