موقع الأمير الشاعر عبدالعزيز بن سعود بن محمد آل سعود

جديد القصائد
جديد الأخبار

New Page 3
 

 
جديد الصور
 

 
جديد البطاقات
 

 
تغذيات RSS
 

السامر من البحر إلى البـــــحر
1427-11-11 06:27 PM



[TABLE=width:70%;border:1 solid green;][CELL=filter:;]


ترى الصدفه الحلوة خذتني على ما اريد=خذتني لبحر عيون تقذف بي امواجه


هو البحر من أي النواحي أتيته …
البحر .. كلمة رنانة تطرب لها المسامع ، ولمسة من الجمال تستهوي الأبصار .. وتأسر القلوب ..

وهو رمزُ للعطاء .. قال تعالى :
(( وهو الذي سخّر لكم البحر لتأكلوا منه لحماً طريا…الأية ))14ك النحل .

وقد ذكر البحر في القرآن الكريم \" 32 \" مرة ..

والبحر في المنام يدل على ملك قوي هائل مهاب عادل شفيق يحتاج إليه الخلائق ..

كما يعتبر رمزاً للاتساع ، والهدوء ، والضياع ، والكرم ، والجمال ، والغدر ، والقوة .. والغضب …

وعادة يكثر استخدام لفظة البحر من قبل الشعراء في قصائدهم لما يتميز به من اسقاطات تتوافق مع أهدافهم الشعرية في المغنى والمعنى ..

وهاهو الشاعر الأمير عبد العزيز بن سعود بن محمد آل سعود السامر يحرك البحر بين أصابع أبياته في سياق جميل وواضح ..

وقد حاولنا أن نجمع بعض الأبيات من ديوان شاعرنا السامر في محاولة للوصول إلى صورة البحر لديه ..

يقول السامر :


كان ما جتلي على أحسن ما يرام =     وصارت أيامي بوصلك زاخره
قلت يا صبح السعد هاك الظلام= ما يضر البحر جرح الباخره


ففي هذا البيت البحر لدى السامر روح .. والباخرة بمثابة المعاناة العابرة التي لا تؤثر في ملامح البحر ..


في هدير الموج للشاطي ملام =  والعتب نبضه بمده داخره


وفي هذا البيت حاول السامر أن يوصلنا إلى أعماق البحر من طريق آخر ، آثر فيه ذكر موج البحر ، وشاطئه ، ومده ..
فصور عتبه بهدير الموج ، وكأنه يشير إلى أنه هو البحر ، والشاطئ الحبيب ، حيث يتم العناق بينهما من خلال \" المد \" ، ولم يشر إلى الجزر في هذا البيت دلالة على تفاؤله في معطيات شعوره وأطروحاته .. ولكن حبل الوصال الذي أشار له بـ \" المد \" يحمل العتب في صورة \" نبضة \" .. وهنا يجسد إشفاق الحبيب على حبيبه حتى من العتب .. فالعتب عبارة عن \" نبضة \" .. وهذه الكلمة عادة تستخدم ملاصقة للحب لعلاقتها المباشرة بالدم ..
كما أن النبضة ليست واضحة ، بل داخرة في المد لا يمكن الوصول إليها إلا بتقصي وموجة اهتمام تجعلها في متناول اليد .



سكنت شاطي بحور الحب وأسكنته=   حبٍ بفيض الحنان يطرز أيامي 


وفي هذا البيت يتخذ السامر من شاطئ البحر مسكناً له ..
وورد البحر في البيت بصيغة الجمع تجنباً للكسر .. وقد صوّر السامر الحب بذلك البحر المترامي الأطراف ..

يقول القرطاجني :


\" فالحب مثلُ البحر يأمن من مشى    =  في شطه .. ويخاف كل ملجج \"


على النحر خصلة ظلام ليلك تركها تشغلك=     وعلى بحر نجل العيون .. حبي على النون انسجه 


ربما تكون هذه الفرصة الوحيدة التي استطاع من خلالها شاعرنا أن ينسج حبه على نون عين الحبيب الذي أخذ ينشغل بخصلة من شعره الحالك السواد في ذهاب وإياب .. فكلما رفع الحبيب شعره عن ملامسة نحره عاد الكرة ..

يقول الأمير عبد الله بن طاهر :


\" نحن قومٌ تُليننا الحدق النّجل  =  على أننا نليّن الحديـــد \"

وشاعرنا في هذا البيت صور العين ببحر واسع \"وعلى بحر نجل العيون \" ، وقد ربط هنا علاقة اتساع العين ، والتي تعتبر مقياساً لجمالها ، واتساع البحر .. وهنا تأخذ العين أوصاف البحر من عمق ، وتلاطم أمواج .. حتى أن أمهر السباحين يغرقون ما بين هذه الأمواج المتلاطمة ..
يقول كثير عزة :


\" قامت تراءي لنا العين ساجية  =   كأن إنسانها في لّجة غرق \"




ما مثل نجد إلى صفالك بالاقبال=      روضٍ من الجنه تداعج نهوره
إن جاد حظك واستوى لك بمنزال = موجٍ تلاطم بالمعزه بحوره


يأخذ العز في عنفوانه وأنفته صفة أمواج البحر في بيت السامر .. ذلك العز الذي تنعم به نجد \" إن جاد حظك واستوى لك بمنزال \" ..

يقول عدي العاملي :


\" أراك إلى نجدٍ تحن وإنما   =   منى كل نفسٍ حيث كان حبيبها \"

ويقول المتنبي :


\" وكل امرىءِ يولي الجميل محبب    = وكل مكانٍ ينبت العز طيب \"



من يوم شفت الموج والبحر غضبان = لك ارتعش قلبي وانا كنت حاير


وفي هذا البيت يؤكد شاعرنا على أن كل من حول حبيبه سيموت غيظاً وغضباً وغيرةً فالحبيب لهم مصدر غيرة .. فقد جمع في عينيه أوصاف البحر .. وفي خديه ملامح الزهر .. وفي شفتيه عذوبة النهر .. فلمه لا يموت من حوله غيرة وقهر ؟!..
لذا فإن شاعرنا تذهب حيرة انتظاره عندما يتلمس وجود حبيبه في غضب البحر ..


 عانقت صدر الموج لشفاك ولهان = والشوق جا يمي من اليم زاير


ربما شوق العاشق في هذا البيت كان يفيض ولهاً .. لذا آثر على نفسه أن يعانق عباب البحر .. يقول البحتري :


\" وما الشوق إلا لوعة إثر لوعةٍ     = وغزرٌ من الآماق يتبعها غزرُ \"


 شاغلك موجٍ من الغره وحدّك =تنشغل به .. والهوى موج الحنان


كأن البحر انتقل برمته إلى جبين هذا الحبيب الذي أخذ يشاغله موج غرته بين الفترة والأخرى .. وكأن الحنان قد شارك البحر في خصوصياته .. حيث أصبح له تلك الأمواج التي هي من الهواء ..



بحّار بس إني من عيونك مريب= موج العيون السود ياخذني بشوق


رغم أن شاعرنا بحّار ماهر إلا أنه في هذه المرة مرتاب وحذر من موج تلك العيون السود أن تجذبه بحنانها وشوقها ..

يقول البارودي :


\" هي نظرة كانت حبائل خدعة =    ملكت علي بديهتي وصوابي \"

ولا شك أن شاعرنا كان مدرك لقول ابن مطروح :


\" فإن العيون السود وهي فواتر  =     تقد السيوف البيض وهي بواتر \"


 ترى الصدفه الحلوة خذتني على ما اريد= خذتني لبحر عيون تقذف بي امواجه


ما أجمل تلك الصدفة التي أخذت شاعرنا إلى ذلك البحر الذي تقاذفت أمواجه .. تقاذفت أمواجه بالحنان .. بالشوق .. بالحنين .. بالوله ..
وكم تمنينا جميعاً أن تأخذنا مثل هذه الصدفة الجميلة ..


غرقت في دنياي قبل تهنالي=   هذا وانا سبّاح غبة بحرها

أعطى شاعرنا في بيته هذا الدنيا أوصاف البحر .. من غدر .. وظلمات بعضها فوق بعض .. ورغم أن الإنسان يعتقد أنه ماهر في التعامل مع الدنيا إلا أنه في لحظة من اللحظات يشعر بضعفه ، وبغرقه في ملذاتها وهمومها ..

قال معاذ العقيلي :


\" ومن يأمن الدنيا يكن مثل قابضٍ =     على الماء خانته فروج الأصابع \"

ورغم أن مسقط رأس شاعرنا السامر روابي نجد ، إلا أن البحر كان له حضوره في تجربته الشعرية ، ولعل هذا الحضور يعود إلى علاقة السامر بالبحر وعشقه لمعانيه ورموزه المليئة بالإسقاطات الشعرية المتعددة والمتنوعة الصور والإيحاءات .. بالإضافة إلى دور ثقافة السامر وسعة اطلاعه .. ومعايشته لبعض ساكني الشواطئ ..

- وقد ذكر الكاتب عبد الله الضويحي في كتابه \" النجديون وعلاقتهم بالبحر \" أن عدداً من النجديين مارسوا الغوص في العشرينات الهجرية وما بعدها حتى توحيد المملكة على يد الملك عبد العزيز رحمه الله إبان مرور نجد بسنين عصيبة من الجوع ، والسلب ، والنهب ، وحروب قبلية وغيرها .. لهذه الأسباب عمد بعض النجديين إلى الخروج من نجد لطلب لقمة العيش ، وقد اتجه بعضهم إلى السواحل الخليجية لوجود مصائد اللؤلؤ هناك – وقد أورد الكاتب بعض الاستشهادات الشعرية لبعض من امتهن الغوص من النجديين ، ومنها قصيدة للشاعر حمود بن حسن العضيدان عندما تذكر نجد وأهلها يقول في بعض أبياتها :
-

 قالوا مشيب قلت من شوف الابحار      =    من غبة بالليل يقده شراره 
بالقيض ادور بأسفل القوع محار = واليوم صارت مهنتي بالعباره
مبطين ما ندري عن الدار وش صار = ولا طارشٍ جانا تفرح خباره

وأضاف الكاتب قائلاً : - والغريب أن غالبية أهل نجد الأوائل يعرفون كل صغيرة وكبيرة عن البحر والغوص ، فقد تشبعوا بتلك المعلومات التي يسمعون عنها من رجال الغوص النجديين - .
وهذا يؤكد علاقة الشاعر بهؤلاء البحارة بشكل أو بآخر ، وبأخبارهم وتجاربهم المليئة بالأحداث وبالصور البحرية المفعمة بالنرجسية ، والقسوة ، والمعاناة ..

الجدير ذكره أن لغة السامر الشعرية بشكلٍ عام لها أطروحات الصحراء المتعلقة بالبدوي وميوله وهمومه وتطلعاته ، وأطروحات الجبال المتعلقة بمعاناة الإنسان القروي وعلاقته بما حوله ، وأطروحات الساحل المنطلقة من علاقة الإنسان بالبحر وأبجدياته ..
ولعل حياة السامر في منطقة كنجد تتوسط الجزيرة العربية كان لها أثر بالغ في تعدد الصور الشعرية المنتقاة بوعي وموضوعية ..
[/CELL][/TABLE]

 


خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google
  • أضف محتوى في Facebook


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.