موقع الأمير الشاعر عبدالعزيز بن سعود بن محمد آل سعود

جديد القصائد
جديد الأخبار

New Page 3
 

 
جديد الصور
 

 
جديد البطاقات
 

 
تغذيات RSS
 

روعة و جمال القصيدة الوجدانيةالسامرية
1427-11-19 10:25 AM

[TABLE=width:70%;border:1 solid green;][CELL=filter:;]

يشكل جمال الشعر الفني ، الأسلوبي على وجه التحديد بالإضافة إلى غنى المضامين و عمق المعاني ، معادل السامر الموضوعي ، هذا المعادل الذي يمنح القصيدة ألقها و تميزها و سرعة وصولها إلى وجدان و قلب المتلقي .
و لغل جمال الأسلوب الفني و روعته هو أهم سمة تميز خطاب السامري الذي يشبهه الدكتور حمد الدخيل بـ ( باقة عطر ) .
و يشبهه الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة بـ ( باقة من قصايد الشعر النبطي ) .
و أدعو المتلقي متعة جمال الأبيات التالية :
يقول السامري :

   على عرش الهوى و الملح ربي كملك بوسام =    وسام المنطق الباهي على كل الحكي يزهاك
أبفرش لك حرير الشوق أبيك تسير الأقدام = على دربي و بأفرش لك ورود الحب في دنياك


و يقول سموه في قصيدته الرائعة (( الرموش اللي وقوف )) :


خلني بين الرموش اللي وقوف = تحت منثور الشعر عند الجبين
لجل عينك يا حبيبي ما تشوف = غير زولي كل وقت و كل حين




و لله در السامر الذي يرسم هذه الصورة الرائعة :


يا مملكة قلبي و روحي و نجواي   = و الهاجس اللي يبعد الناس و أدناك
عليك أهز الرأس و أعضض شفاي = أسابق شفوفي على كل ما أرضاك
أمد لك في غفوة النوم يمناي = و إن قمت أحلى طعم ريقي بطرياك
عطشان في حبك مواريد مظماي = أظمأ على شان أني آرد على ماك
يا شمس صبح الحب يا نور دنياي = في ليل عمري يا قمر شع مسراك
يا فرحة أيامي و يا عيدها الجاي = قبل أعرفك كنت أتخيل حلاياك



و يقول في قصيدته (( وقف هوانا)) :

أرسمك ضيء يقهر الجدي و سهيل = و أسلمك كل النجوم بيمينك
ابيك تسترني عن الناس بالليل = وقف هوانا بين جيدك و عينك



ويقول في قصيدة (( سيد الغنادير )) :


تغل يا سيد الغنادير و أغليك  = و أجيب لك عمر الهناء في كفوفك
يجوز لي يا زين منك تغليك = و افهم و أقدر يا حبيبي ظروفك


و هكذا تكون قصائد السامر لوحات رائعة الجمال تنبض بجماليات الحياة و روعة المعاني العميقة و الحميمة المنبثقة من صميم المشاعر الوجدانية النبيلة .













الخيل




اعتز الإنسان العربي بالخيل منذ أقدم العصور و أنزلها المكانة اللائقة التي تستحقها فهي صديقة العربي في حله و ترحاله . و من خلال قصائد سموه تتبدى لنا جليا ً المكانة العظيمة للحصان العربي الذي أحبه السامري حبا ً جما ً ،
يقول سموه :



أركب على شقر المهار العسايف  = وانطح وجيه القوم سابق و مسبوق
و أرد فارس لهفه الروح عايف = و أكتب على كل الزهر زاهي الشوق
و يقول مفاخرا ً بالخيل :


الخيل روح العز و المجد و الكار  = نواصي ٍغر ٍ بها الخير معقود
نفخر بها في يوم بيعات الأعمار = إلى وقفنا بين حاوي و مردود
كم واحد ٍ نال الشرف غقب ما غار = مغار خيل و جات بالعسر و الكود
إن روحت تأطأ على حامي النار = و إن أقبلت تأطا على زهور و ورود
في وصفها يتعب بيانك و تحتار = أموردة قلب من الغبن ملهود
شره النظر فخره بشرهات الأنظار =
مذكورة ٍ بالخير في ذكر الأذكار = هي زينة الدنيا على كل ما رود

و يقرن المجد بالخيل ،يقول سموه :


أصايل الخيل تختال بغنايمها  = و المجد وجه الأصايل هج بيبانه
الخيل فالمعترك خسران لا يمها = يسوقها الشوق سوق الحي وجدانه

و يقول في قصيدته (( شوفة الخيل)) معبرا ً عن عميق حبه للخيل و مبينا ً منزلتها الرفيعة في نفسه :


أنا هواي و رغبتي شوفة الخيل  = لا شفتها اذكر ٍ ماضي يرفع الراس
عندي منازلها ورا الجدي و سهيل = جواهر فوق الجواهر كما الماس
كم فارس ٍ من فوقها عدل الميل = بالسيف هو و الدرع و الرمح و الطاس
خيل تدفق في المعارك كما السيل = يسبق مزاعج ركضها زعج الأنفاس


وهكذا كانت للخيول مكانة أثيرة و كبيرة في قلب و في شعر سمو الأمير عبد العزيز الذي خصص جائزة في الشعر النبطي لوصف الخيل و ذلك تشجيعا ً للشعراءعلى وصف الخيل في أشعارهم و التغني بصفاتها ، و الإشادة بجمالها و قوتها .









تغنى الشعراء على مر العصور بالمرأة الحبيبة، و كانت المحور الأكثر أهمية في أشعارهم ، و لا غرابة في ذلك فالحب شعور إنساني من اصدق و أجمل المشاعر الإنسانية على الإطلاق.
و يشغل الحب و الغزل شطراَ واسعاَ من أشعار سمو الأمير عبد العزيز بن سعود ين محمد آل سعود حتى ليطغى على ما سواه .
وشعر( السامر) الوجداني شعر جميل يطفح بالعذوبة و الحيوية و النقاء ، شعر يحرك المشاعر و يحفز الأحاسيس و يوثب المخيلة و يجمل الوجدان.
و يحتفي (السامر) احتفاءَ حميماَ بكل الأشياء الجميلة و الساحرة و الدافئة ، فيعيد للحب اعتباره و للمشاعر النبيلة روحانيتها ، و للعشق صدقه و لهفته و شفافيته . يقول سموه مفاخراَ بالحب :

أول أفاخر بحبك وأرفعه    =   وأفرح بطرياك إلي جابو مجال
واحسد اللي دايم تجلس معه = بين عطفك يا حبيبي و الدلال
ولعلي لا أجانب الصواب البتة عندما أدعي و بثقة مطلقة أن سموه شاعر الحب بامتياز ، إذ تنبض حروف قصائده كافة بشتى ألوان الحب ، حب الوطن و رموزه ، حب مدينة الرياض ، حب الطفولة ، حب الخير و الفضائل الحميدة ، حب الصحراء ، حب الأهل ، حب الحبيب ، ودائما ....دائماَ حب الإنسان في كل مكان

و سنقف في هذه الدراسة عند جوانب متعددة من شعر سمو الأمير عبد العزيز الوجداني و الغزلي .


ماهية الحب وطبيعته :
يحدد سمو الأمير عبد العزيز في كثير من قصائده الوجدانية ماهية الحب الذي يؤمن به و يتغنى بجماله ، إنه حب كبير يمتد عرشه الرومانتيكي على امتداد الفضاء و الكواكب ، يقول سموه:


حبنا يملا الكواكب و الفضاء   =    و عرشنا عانق زحل و المشترى


و لعل أجمل خصيصة من خصائص الحب التي يحبذها سموه هي الشوق الذي يتبدى جميلاَ وآسراَ و ساحراَ في عيون الحبيب ، يقول :


أجمل الحب شوق في عيون الحبيب  =    كل ما ولد يمك بالمحبة يفيض
و لعل صورة الحب السامرية تبدو أكثر وضوحاَ في الأبيات التالية :


أحبها حبي لخمس الصلوات  =   و أحبها حب العرب شبة النار
أحبها حب الوحش للمنيفات = و أحبها حب الطبيعة للأمطار
محبةٍ يشرب بها الشوق الأوقات = و تمر عجلة و الظما بالرجا حار





و تتجلى عظمة الحب في أبهى صورها و أجلى معانيها في البيت التالي :


أحبك الماء لروحي يوم يظميها   =   أعظم سؤال يواجهني من أيامي 
و يدعو ( السامر )لحب عظيم يتأسس على الصدق و الوفاء و الإخلاص ، حب أصيل و خالد ، يقول سموه :

       لو محبتك حلم عشت عمري منام = و نمت و الصبح يمي ما لقاله دروب 
و لو غرامك هزيمة شاقي بالغرام = عشت أنا طول عمري في هواي مغلوب


و في الحب الحقيقي يكون طيف الحبيب ماثلاَ على الدوام أمام ناظري العاشق في النوم و اليقظة . يقول سموه :

      طيفك معي ما فارق العين لحظة  = و صمت السوالف بين روحك و بيني
قدام عيني عند نوم ٍ و يقظة = يديك ما تطلق مقاضب يديني


و للعقل الذي يتجاهله العشاق دور أساسي في الحب السامري إضافة إلى العين و القلب ، يقول السامر :


     عيني و قلبي و العقل عاشقينك  = شفتك و شفت الزود عن زود ظني    







و يود الشاعر / العاشق أن يكون أكثر قرباَ و إلتصاقا ً بالحبيبة ، يقول سموه :


ودي إني مثل حبات العرق  = في جبينك تندي بعز و وقارا


و يود للحبيبة أن تكون أكثر قربا ً منه ، بحيث تقف على رمش عينه. يقول سموه :


و الله لو توقف على رمش عيني  = ما تلمح واقف على رؤوس الأهداب


فلسفة الحب :
لسمو الأمير عبد العزيز بن سعود بن محمد خطرات فكرية و إشراقات فلسفية تتبدى جلية في رؤيته لطبيعة الحب و شخص الحبيب و طبيعة العلاقة الأزلية بين الرجل و المرأة ، و لننظر إلى الإشراقات التالية المشبعة بالرؤى الفلسفية .
يقول سموه:


أحبك و الحطب روحي و حبك يا حبيبي نار =      محبة كل ما صديت عني تحرق كياني
شربتك باردٍ يطفي عن الخاطر لهيب حار = شربتك فرحة ٍ تجلي بشوفي لك صدى أحزان


و تنطوي فلسفة( السامر ) للحب على نقد لاذع لسعادة الحب التي سرعان ما تنقلب إلى هم و حرمان ،يقول سموه :


أضحك و أقول إن المحبة سعادة = و سعادتي بالحب هم و حر


و هكذا لا يكتفي السامر بالنظر إلى الحب من عل، لكنه يغوص في بواطنه كاشفا ً عن أسراره و تجلياته ، و معبرا ً عن رؤاه و احباطاته و إشراقا ته في نظرة فلسفية نافذة إلى أقصى خلجات الوجدان و ناقدة لكل المظاهر السلبية .




شفافية الرومانسية السامرية و عذوبتها :
يسمو سمو الأمير عبد العزيز بن سعود بن محمد آل سعود بالحب و يضفي عليه شفافيات وجدانه النقية مرتقيا ً به نحو عوالم بيضاء و بنفسجية و خضراء .....هي كل ما يطفح به قلب سموه من مشاعر سامية و أحاسيس نبيلة .
يقول سموه مصورا ً بشفافية ٍ لا مثيل لها مشاعره الوجدانية تجاه شخص الحبيب:


لصوتك و السوالف منك واله = تعاتبني غلط و أقول صايب
ذكر قلبي بحبه ما جرى له = وهبت بالمحبة له هبايب
يا روح الروح حالي منك حالة = أقول بخير و جروحي عطايب



و هكذا تكون الرقة و الشفافية و العذوبة من أخص خصائص القصيدة الوجدانية السامرية ، و لنمعن النظر إلى شفافية أحاسيس سمو الأمير عبد العزيز المتدفقة كشلالات نور و ضياء في الأبيات التالية :


الهوى لي ما يطيب إلا معك  = عن عيوني يا حبيبي لا تغيب
من هموم تجرح الخاطر دعك = الله إنه منك لا يقطع نصيب
كان قلبي ما اتسع لك و وسعك = و أنت به جرح من الفرقا عطيب
منزل بعين ٍسناها ما أطلعك = شوف غيرك عندها شكٍ و ريب
كان تسمع دق قلبي و أسمعك = نبض صادق بالمحبة ما يخيب
و لننظر إلى عذوبة البيت التالي ، يقول سموه :


كل ما ناض برق في سحاب السما  = قلت هذا بياض الخد من فوق لاح



و شفافية القصيدة الوجدانية السامرية شفافية عفوية و عميقة ، تتدفق بالتلقائية و المصداقية و الحيوية ،شفافية تنفذ إلى أحاسيس المتلقي كنسائم الربيع ، شفافية تمنح إحساسا ً حميما ً و عارما ً بالدفء و الهاء ، يقول سموه :

حبك نجوم تلالا في سما عيني  = و الوجنتين يغسلهل طاهر الماطر



أصالة البوح العذري:
العذرية سمة هامة من سمات الأمير عبد العزيز الوجداني ، و لا غرابة في ذلك، إذ يعتبر سموه و بحق امتدادا ً طبيعيا ً في المكان و امتدادا ً سيكولوجيا ً في الخصائص الوجدانية لشعراء بني عذرة ، هذه الميزة التي اختص بها بعض شعراء الجزيرة العربية .


بالإضافة لما تنطوي عليه شخصية سموه الاعتبارية من عراقة و نبل و جماليات بدوية فطرية .......كل هذه الأسباب جعلت العذرية سمة أساسية من سمات شعر سمو الأمير عبد العزيز الوجداني . يقول سموه :


أرجو الله يعوضني بعين الملاك  =  أتلذذ بشوفي للعيون النعاس



و يقول :


تسوا حياتي يا ملاك الغذارى = لا و الله أغلى من حياتي وحيه

و يقول في قصيدة أخرى :


أجمع الشوق و انثر منه شيء قليل = في عيون تشوفك يا حبيبي ملاك


مكانة الحبيب:
منح الإسلام المرأة إنسانيتها و حقوقها ، و قد انعكس ذلك إيجابا ً على إيداع الشعراء الذين أنزلوا المرأة في أشعارهم المكانة الرفيعة التي تستأهلها .
و للمرأة الحبيبة مكانة أثيرة في شعر سمو الأمير عبد العزيز الذي يقول في واحدة من قصائده الرائعة :


أشوف انك زهر روض ٍ و أشوف انك خميل ورد =    معي مرة و مرة يا حبيبي بالهوى ضدي 
هلا يا مرحبا بك عدما هبت نسايم نود = هلا يمدي نرحب بك أبيك تقولها يمدي


و لعل أجمل منزلة ينزل بها سموه الحبيبة هي عينه ، يقول :


دخلت النظر لا شك مالي عليك اسلوم  =   افرشك عين و عين فوقك تصير غطات
على شان بين العين أحطك و بين النوم = أوسدك شوفي لجل تحرم من الميقات

و يدعو سموه الحبيبة بـ (غاية الروح ) يقول :


يا غاية الروح طول الصبر مليته  = راحت طراة العمر و الصبر يطويني

المناجاة و البوح
تتخذ معظم قصائد سمو الأمير عبد العزيز الوجدانية طابع المناجاة و البوح لما لها من علاقة وثيقة بروح العاشق ، يقول سموه مناجيا ً طائرا ً مر به ، و عبر هذه المناجاة يفصح سموه لهذا الطائر عن شكواه و أسرارة الوجدانية ، أي أن سموه يؤنسن هذا الطائر مضفيا ً عليه الطابع الإنساني العاقل ، و مما قاله :



يا طير كانت يوم صديت صايد  = تراي سامح و انت يا طير مسموح
غلاك عندي لو تنكرت زايد = قربت و إلا بالغلا تبعد الشوح
اللي تنكر بالليال الشدايد = وقت الرخا ما من مصافاه مصلوح

و يقول مناجيا ً الحبيب :

ردني للحب جرح ٍ منك فيني  = كلما ناظرت بعيونك تزيده
شفت سلطان الحسن بينك و بيني = صادني لك يا حبيبي قبل أصيده
فتنتني بك شوقها عيد ٍ بعيني = كان حسنك قلب فالسامر وريده

و يبوح السامر بأسراره الوجدانية إلى أصدقائه الخلص عله يجد لديهم المشورة و الرأي السديد .
يقول في هذه المشاكاة :


يا محمد شفت أنا ظبي غريب  = و انت محزم ضيقتي في كل حال
يا سنادي ويش أخلي ويش أجيب = زاد همي من صواديف الليال


و يقول مناجيا ًسمو الأمير الشاعر سعود بن بندر ( يرحمه الله ) :


بين الرجا و اليأس يا سعود ضيعت = احترت أنا ما بين شك و غيره
الظاهر إتي من هوى النفس ودعت = حب نصر غارات حربه كسيره






و تتخذ مناجاته لشخص الحبيب في بعض الأحيان الطابع التأملي ، يقول سموه :


أجمل أيام عمري بين يوم و ليله  = يوم شفتك مشاعر فرحتي بك دموع
أنت غالي ولا لي في غلا القلب حيله = زاد جرح المحبة يالحبيب القطوع




الحزن الجميل و جراح الحبيب

يتسم شعر الأمير عبد العزيز الوجداني بالحزن الجميل لارتباطه بآلام الحب و جراحاته و عذاباته ، لكن ما يلفت الانتباه هو كثرة ورود عبارات الجرح في قصائده و لو أحصينا مفردات الجرح لبلغت المئات ، إذا ً ثمة آلام حقيقية تعتمل في نفس سموه جراء الحبيب و غالبا ً ما يفصح سموه عن هذه الآلام بعبارات الجرح .
و تتعدد جراح الحبيب، و لعل أهم جرح يخلفه الحبيب في قلب حبيبه هو الجفاء و الصد ، يقول سموه :



كل ما صديت تجرحني بصدك  = الجروح اللي لها وين الضمان



و يقوا أيضا ً :


إذا كان ودك تجرح القلب هيدوك = هيدوك قلبي واجرحه لا تحنه



و يقول :


والله إني من الفرقا و صدك عليل  = و أكثر جروح روحي كلها من جفاك





و تزداد وطأة الجراح اضطرادا ً مع جفاء الحبيب ، و كلما طاب جرح حل جرح آخر محله ، يقول سموه :



خذني جروح كل ما طاب منها  = جرح جرحته واحدٍ عنه ثاني



وتكون الجراح أيضا ً بسبب غياب الحبيب ، و قد تكون بسبب نزقة الذي لا مبرر له ،يقول سمو الأمير عبد العزيز في قصيدة أخرى :



أبشرك جرحي اللي طاب  = ما هو الأول ولا التالي
جرح لفاني مع الغياب = قبل أمس يا الصاحب الغالي
أنهج لك بالمحبة باب = في مهجتي منزلك عالي
الجرح له ما حسبت حساب = و ما هوب يطري على بالي
و أكثر جروحك بدون أسباب = و عندي ترى مرها حالي



و قد يتخذ جرح الحبيب شكلا ً أكثر رومانسية ، عندما تكون أداته العيون السود ، يقول سموه :



   آه من جرحك اللي كيف عيا يطيب  =    أثر جرح العيون السود يبطي نجاحه
يوم غارت عيونك طحت منها صويب = غارة ما بها لطراد خيلك مساحة




و أحيانا ً يكون للجرح نزيف واحد ، حيث يكون جرح الحبيبة امتدادا ً لجرح الحبيب ، يقول سموه :



أجرحوا قلبك ..... و أنا قلبي جريح   = من جروح فيك يا بدر التمام




و ما دامت هذه هي الجراح التي تخلفها الحبيبة في قلب العاشق ....ما هي إذا ً أدوية هذه الجراح ؟ .. السامر هنا يتصور علاجات ناجعة لجراح الحب منها ( همس الحبيبة ) الذي يراه السامر شفاء ً ناجعا ً لجراح القلب .
يقول سموه :



الهمس يشفي بالجفا قلب مجروح  = دوا الجروح بهمس طيف ٍ يجيني




و أحيانا ً يطلب السامر من شخص الحبيب مداواة جراح عشقه على نحو أقل وضوحا ً دون أن يحدد طبيعة و شكل هذه المداواة ؟

يقول سموه :



داو الجروح الخضر يا طيب الفال  = خطر ٍ علىّ مخطور أ،ا من خطرها




و هكذا يظهر سمو الأمير عبد العزيز في قصائده الوجدانية متأثرا ً و على نحو بالغ الحساسية بمواقف الحبيب و تصرفاته مفصحا ً لنا عن كامل جراحات وجدانه النازفة و دماء عشقه الخضراء .
يقول سموه في خطاب وجداني بالغ الحساسية و عميق الانفعال و واضح الشكوى :


آه من حبك اللي جار جورٍ عظيم  = كل ما قلت يا ستار جرحك يزيد
الضرر صابني من جرحك اللي قديم = ما لحقني ضرر جرح الحبيب الجديد




و هكذا يكون سموه أمينا ً لوجدان العاشق على نحو ٍ شديد الوضوح و التأثير و الحميمية ، هذه الأمانة التي تفصح و بصراحة عن جراحات الحب مثلما تفصح عن صبابته و مغامراته و أسراره .

الليل و سهر العاشق

الليل هو صديق العاشق الأزلي و صديق الشاعر كذلك .... و صديق الحزانى ... يبثونه شكواهم و نجواهم .
و يحتفي السامر بالليل و السهر في أشعاره الوجدانية ، يقول :


الأمل  ولع بيأسك و احترق  = و الظنون بسكة اهمومي تباري
حالك أشوى بس حالي ما فرق = في ظلام السهد سامرت الحيارى




و يحلو السهر عندما يكون وجه الحبيبة و طيفها القمر الذي ينير ليل العاشق .






يقول السامر :



انتي قمر ليل ٍسهرنا عتيمه = كل النجوم بطلعتك ما لها حال
يا شمس من يقوى يرد الظليمه = قمرا ً و لكن ليلها البكر ما طال



ويقول أيضا ً :


لا توريني القمر و انت القمر =نور خدك مثل نوره في الظلام



و هكذا يكون السهر و منادمة الليل هما قدر العاشق ، يقول سموه :



و اعذب النواظر كل ما الليل جا = يصبح الصبح طرفي ساهر ٍ ما يبات
أحسب أنك ذرى لي و أحسب أنك حجا = و منك يا ظالمي و شلون أدور نجاة
ارحم عيوني اللي طرفها ما سجا = بالمنام و تهنا يا عيون المهاة



عتاب الحبيب
شعر سمو الأمير عبد العزيز الوجداني شعر رقيق العبارة لطيف الإيحاء رشيق المعنى لا قدح فيه و لا ذم ، و لكنه ينطوي على أبيات كثيرة فيها عتاب مباشر أو غير مباشر ، صريح أو ضمني لشخص الحبيب .

و تتعدد أسباب العتاب ، و في الشواهد التالية ستتضح لنا صور متعددة من عتاب سموه للحبيب .
و في الأبيات التالية يظهر سموه خيبة أمل واضحة من الحبيب الذي يمضي ليله ساهرا ً محتفيا ً به بحبور ، و يتعهد سموه بهجره و تركه ، يقول في عتاب شجي و مؤثر :



هذاك أول عليك أسهر و أغني = و عيني ما تنوم الليل كله
أظن ظنون بك و أخلفت ظني = و ظني فيك ما صار بمحله
خذن أيام حبك ما عطني = و لا حكمت في فرقاك زله
خلاص اليوم عفتك صدّ عني = أشوف إن اللقا عيني تمله



وفي بعض القصائد يحتد عتاب سمو الأمير عبد العزيز لشخص الحبيب على نحو أشد حدة و انفعالا ً .
يقول في قصيدته ( بعتني برخيص) و التي يدلل عنوانها على مضمونها المعاتب :



بعتني برخيص لو مشراك غالي = ما يساوي حبنا جرح الضمير
لا تذكرني بوقت قد مضى لي = لا نسيت اللي مضى جف النظير




و يضيف مبينا ً أسباب عتابه :


أحسب أنك بالهوى لي رأس مالي = و أحسب إن الحب مالي به خشير
بيم مر و بين يا غدار حالي = انكشفت لي بالهوى شيء ٍ كثير




ثم يبرر عتابه بقوله :



العتب جايز على وقت ٍ حرى لي  = يوم عمري راح مجهول المصير
قلبك اللي بالهوى داله و سالي = انكره قلب من الفرقا خطير
الضنى ما بيه يا سود الليالي = لو يصير أنعم من سلوك الحرير
وقتي اللي راح لا منه طرى لي = أعرف إني فاقد ٍ شيء ٍ كبير



و من خلال العتاب الوجداني يفصح السامر عن مآخذه على الحبيب ، يقول في قصيدته ( آسف) :



آسف ترى مالك بقلبي مكاني = دور و تلقا لك عشير ٍ يصافيك
و لا بد ما تلقا من الناس ثاني = و إلا فأنا قلبي معزم و جافيك
أول قدم رجلي يسوقه حناني = و اليوم قلبي لو أنا أبيك ناسيك




ثم يبدأ بمعاتبة نفسه ، قلبه على وجه الدقة لإسرافه في بذل الحب و الوداد و الهيام لحبيب تنكر لكل هذا الحب الكبير ، يقول سموه في نبرة مغلفة بالندم و الأسى :


يمكن يكون أصل الخطأ من زماني = هاك السنة يوم إن قلبي شقا فيك
خليتك أغلى كل قاصي و داني = و كل درى إني هايم فيك و أغليك
هذاك قبل تخونني و تعصاني = و اليوم مالي بك و لا لي بطاريك




و إزاء غدر الحبيب لا يتردد السامر عن حجب مشاعره عنه ، يقول :


علموه إني بري ٍ من هواه  = عفت حبه ما على بالي طرى
من ةهواي اليوم مقطوع ٍ رجاه = عيني لقدام ما ترجع ورا
عنه قلبي منه محجوب سماه = بالغيوم اللي منا شيها سرى




و في قصيدته ( لا تعاتبني ) يطلب السامر من الحبيب ألا يعاتبه أبا ً لأن حبه انتهى من قلبه .

و تكشف لغة العتاب السامري عن شفافيات مرهفة ، يقول :



لا تعاتبني و لا ترجي خضوعي = انتهى بي حبك الكاذب بلاش
الهنا ما تستحي منه الدموعي = و الأسى لعيونك الخجله فراش




و يقول أيضا ً في قصيدته ( حبك نسيته ) :



وش فايدة قولتك ليته و ليته  = كل الغلا قلنا غليه السلامي
من دفتري لا شفت اسمك محيته = ما عاد لك طاري بصفحة غرامي
العام لو إنك عطيت و خذيته = ما كانت نهاية غلانا خصامي


و هكذا يميل سمو الأمير عبد العزيز في قصائده الوجدانية إلى العتاب الصريح و المباشر الذي يلامس انكماش النفس على مشاعرها المجروحة جراء غدر أو نزق أو عدم وفاء الحبيب .

نقد العذول
في كل حكاية حب ثمة عذول يحاول جاهدا ً قطع حبل المحبة بين المتاحبين لغاية دنيئة في نفسه ، و ذلك يتبدى جليا ص في قصائد الشعراء الوجدانية .

و في الأبيات التالية يرفض سمو الأمير عبد العزيز الدور السلبي و الطفيلي للعواذل قائلا ً :



تحترق نظراتهم بينك و بيني = العواذل ما لهم معنا حقوق
رحلوني للشكوك من اليقيني = و المحبة عين و الأشواق موق
قل لعذال الهوى وينك و ويني = سقت نفسي للهوى و الحب سوق


و للعذول أسماء متعددة منها ( اللائم ) و (أهل الهرج ) ، كما يوضح ذلك سمو الأمير عبد العزيز في البيت التالي :



سعو بيني و بينك أهل الهرج بالتنكيد = و أنا فيك ما طاوعت يا زين هرجه





و لا ينساق سموه و هو السامي كصقر في عليائه إلى أهل الهرج من العواذل لأن هدفهم وأد الحب الجميل في مهده .
و رغم كل هذا الحذر الكبير من العواذل إلا أن أحدهم ينجح في جعل الحبيبة تصد عن حبيبها ، الأمر الذي يدفع سموه لأن يقول :



و عذول حبي لك عسى الله حسيبه = خلاك تجفاني و أنا مثلك أجفاك
و أول جروحي في ضميري صعيبه = و الثانية أضنت بها الروح يمناك




و تكثر شكوى السامر من العواذل الذين لا يرحمون أحدا ً ، يقول في قصيدته ( مجروح العيون ) :


و العواذل ....كلهم ما يرحمون = و لو يصيح المبتلي ما له مجيب
رؤوسنا بالحب فوق ..و ما تهون = و ما لقيت اللي يقول إني مصيب




و إزاء هذا الحضور الطاغي و الكبير و المشؤوم لعواذل الحب يحرص سموه دائما ً على تحذير حبيبه من العواذل ، يقول :



و احذر حكي عذالة الحب يغويك = عساك تصحي للحكي ما يطوفك




اللهفة و الشوق و الوصل و الفراق
شعر سمو الأمير عبد العزيز بن سعود بن محمد الوجداني شعر تكتمل فيه المواصفات المتعددة لقصيدة الحب من حيث المضامين و الأساليب الفنية و الحساسية التعبيرية و المفردات و التراكيب و الرؤى ، وبالتالي فهو شعر يحتشد باللهفة و الشوق للحبيب و الحلم الأزلي بوصال ٍ لا يعكره غياب أو فراق .
و غالبا ً ما يستهل السامر قصائده الوجدانية بالتعبير عن لهفته العارمة لشخص الحبيب . يقول مستهلا ً قصيدته \" كل ما ناظرتني \" :


   ودي أشبع منك شوف و ما حصل لي=      كل ما ناظرتني ضاعت علومي





و مثلما يستهل السامر قصائده الوجدانية باللهفة إلى شخص الحبيب يستهلها أحياناً بالشوق الذي يزلزل كيان

الحبيب و الحبيبة معا ً ، يقول سموه مستهلا ً قصيدته \"خمر الأرياق \" \"



أشتاق لك و كلمك كل ما اشتاق = عنك الثواني كنها شهور و سنين
عليك قلبي من ضنا الشوق خفاق = أبيك لكن وين دارك و أنا وين
أي و الله أحبك و حبك فا الأعماق = و قصايدي بك للمفارق عناوين




و لنمعن النظر مستمتعين بفخامة صور الحب السامرية ، يضيف السامري قائلا ً :



في حضن عيني صورتك كل ماراق = طيف يجيبك من خفا الروح للعين
طيف يونس وحشتني كل ما ضاق = صدري من الفرقا و بعد المحبين




و يكون الوصل تتويجا ً للشوق و نتيجة طبيعية له ن فهو الذي يبرد مكابداته لهيب الأشواق كلها ، يقول السامر :



يا جرح قلبي ويا غاية مطامعنا = متى تبرد لهيب الشوق بعناقك
الهجر يا مجدد الأشواق لا يعنا = و ظلام يأسي يزيحه نور برّاقك




و يلعب غياب الحبيب دورا ً تصعيديا ً كبيرا ً للأشواق الأمر الذي يضرم نيران الوجد ، يقول سمو الأمير عبد العزيز :



عشت بنعيم الحب لا شك مادام = تقطع أسباب الوصل منه تالي
الله على غيب الليالي و الأيام = لا فرقت غالي من عيون غالي
يمكن تلاقيني و ألاقيك قدام =و تصفي مشارب ظالمات الليالي





و يقدم سموه وصفاً دقيقا ًلآلام الفراق ، يقول مخاطبا ً الحبيب :



ليتك تجرب من الفرقا معاناتي = مره بعمرك و تعرف قدر حبيلك
حبيس كثر الشجون وهم الآهاتي = و أسرار دمع تبلل منه منديلك




ولا يمكن مجابهة الأثر الفادح لغياب الحبيب إلا بطلب الوصل ، يقول سموه :


عسى الله يمدد بالوصل يمكم و يعيد = على شان نفسي منك للوصل محتاجه




وهكذا تكتمل رباعية اللهفة و الشوق و الفراق و الوصل و تتناغم على نحو وثيق ليبدع السامر أجما قصائده الوجدانية .

التوسل للحبيب و كبرياء العاشق
التوسل للحبيب و كبرياء العاشق ثنائية العشق الأزلية يجسدها سمو الأمير عبد العزيز في شعره الوجداني :
و يتسامى سموه بخطاب التوسل مضفيا ً غليه سمو روحه النبيلة بامتياز فيغدو أقرب ما يكون للرجاء.
يقول سموه :


كيف ما تمنع الللي من جروحك مريب =خف من الله لا تقسى و تأخذ سلاحه
في عيونك سجين الحب ما له مجيب = ليت رمش العيون السود يطلق سراحه



و يقول أيضا ً :


و لأمرك سمعنا يا حبيبي و طعنا = خذ ما تبي بس أصدق الحب هاته




و لكن عاطفة السامري المتدفقة نحو الحبيب رقة و عذوبة و لينا ً لا تمنعه من المباهاة بكبريائه و شممه و شموخه ، إذ ما فائدة الحب دون العز و رفع الرأس.
يقول السامر مباهيا ً و مفاخرا ً رفعة و سموا ً:


علمني الوقت رفع الرأس و الهامه =لا ...ما أشرب الحب ذل و ينحني رأسي
نفسي على العز عزاقه و جزامه = لا خير بالعشره اللي ما لها ساسي .





و هكذا يحفل شعر السامر الوجداني بكبرياء العاشق الذي يزيد الحب تألقا ً و جمالا ً و نبلا ً و يرتقي به نحو المعاني السامية و المقاصد النبيلة .

الغزل العفيف
يعتبر الغزل من أهم أغراض الشعر العربي قديمه و حديثه . و لسمو الأمير عبد العزيز بن سعود بن محمد باع طويل في هذا المجال ، حيث نلحظ بوضوح طغيان الحالة الوجدانية في شعره عموما ً . يقول الأديب و الباحث عبد الله الزازان في مقدمة ديوان السامر :

(( برع الأمير عبد العزيز في الغزل و أدخل عليه أساليب و طرائق جديدة ن و قد عده النقاد أول من طور الغزل الوصفي و قد وظف الاستعارة و التشبيه توظيفا ً حسنا ً كشاعر فتن بالخيال فأضاف التشبيه على القصيدة جمالا ً و إبداعا ً )) .
و يقدم الباحث الزازان شواهد رائعة على ذلك ، منها قول السامر :



قلت الله الله ميت فيك بالحيل = مختال شوفي حار بيني و بينك
و بين الرموش اللي وقف عدلها ميل = و عبث ٍ تنثر فوق صافي جبينك
تلقاني أكتب لك قصيدي من الويل = يبحث خفى قلبي على الناس زينك
أرسمك ضي يقهر الجدي و سهيل = و أسلمك كل النجوم بيمينك




أنواع غزل السامر
يعتمد غزل الأمير عبد العزيز اعتمادا ً كبيرا ً على وصف الحالة الحسية لما يكون عليه شكل المرأة الحبيبة و بذا يكون للغزل الوصفي حضورا ً كبيرا ً في شعره الوجداني ، دون أن يقلل ذلك من حضور الغزل المعنوي ببعديه الجمالي المعنوي و العذري :
1- الغزل الوصفي :
يتركز الغزل الوصفي على وصف محاسن المرأة الحبيبة و كثيرا ً ما يفصل سمو الأمير عبد العزيز تفصيلا ً شاملا ً في وصف مختلف معالم المرأة الحبيبة ، يقول سموه :


شفت السواد ينادي بعينك الليل = هي من سواد الليل و الليل منها
و بين الرموش و بين عينك تعاليل = سوادها يضفي عليها كفنها
الشمس من جيدك قليلة محاصيل = ما هيب و امنته و هو ما و منها
و الروض من خدك شكى الظلم و الويل = مقهور من ورد ٍ خدودك زبنها





و يقول في قصيدته ( عاصي الشوق ) حيث تظهر بوضوح انسيابية الغزل الوصفي :


الشعر فزع رموش العيون الوساع = و ادمعت عين ٍ و عين ٍ تسمي عليه
بين خدك و بينه مثل وهج الشعاع = كلما داعب الورد الحمر ذاب فيه
وقتها شفت حالات الغلا و الضياع = كن عينك تبيه و رمشها ما يبيه
عاصي الشوق شاف الجيد فارغ و طاع = سوبه من عذاب الحب ما تشتهيه




و يتميز الغزل الوصفي السامري برشاقته و تلقائيته و عذوبته و ترابطهو كثافته و شفافيته ، و لننظر إلى براعة سموه الفائقة في تكثيف الوصف الغزلي في هذيت البيتين دون أن يخل ذلك بجمال الشعر و قوة بنائه ، يقول سموه :


ضيف العين شوفي لك يطيب المقام = بين جيدك و خدك للخلي الجريح
لأجلك العام الأول صرت أحب اللثام = حدر رمش ٍ ظليل ٍ و فوق خد ٍ مليح



و يظهر سموه في غزله الوصف الشامل تواترا ً أخاذا ً يتراءى لعين النتلقي كلوحات متتابعة متناسقة ، و لمنعن النظر إلى هذا الاسترسال المتقن و الجميل :

يا عين ما ترحمين المجاريح = اللي مشاعرهم غرامك جرحها
و يا شعرها لا تنثني لي مع الريح = صورتك طول فراقنا ما مسحها
و يا جيدها المنتوق لا تغري مريح = عينه قبل شوفتك صد و نصحها
و يا قدها خفف تثنيك لا أصيح = صيحة نفوس لوعت في فرحها
رمشك يلمح لي بالآمال تلميح = و اليأس نفسي قبل أشوفك ذبحها





2- الغزل المعنوي ( العذري ) :
درج الشعراء العرب و منذ عصر شعراء بني عذرة على غزل عذري عفيف المقاصد ، شفيف الإيحاء ، يلبي اندفاعات الحب العذري و يشكل مظهرا ً تعبيريا ً و وصفيا ً له .
يقول سمو الأمير عبد العزيز :


اجمع الغرّه و رجّعها جميع = لا تخليها على وهج الشعاع
لأجل نور الخد فيها عيّا لا يطيع = يا عيون ٍ ما خذتني للضياع
كيف نشري بالهوى العف و نبيع =و الغلا مثل الضماير ما يباع



و عبر الغزل العذري يفصح سمو الأمير عبد العزيز و بجلاء عن صفات الحبيب المعنوية و الروحية و الجمالية وفق إطار عذري صوفي .
إن الغزل العذري يكرس جماليات أخرى للحبيبة غير ظاهرة لحاسة البصر و لكن الروح تلتقطها و يحتفل بها القلب و يتغنى بها الشعر ، يقول سموه في مناجاة صوفية :



عظيم من عظم الحسن في جمالك = سبحان من صورك زاهي و فتان
غيرك عصاه الحسن و أنت اهتدى لك = أصبح لك أطوع من هو قلب و لسان
الأوله يوم ابتدأ الخلق جالك = نفح ٍ من العنبر و روح ٍ و ريحان




و يتوج سمو الأمير عبد العزيز غزله العذري باستلهام سير و قصص الحب العذري ، يقول في نفس ٍ عذري يذكرنا بشجوات جميل بثينة و كثير عزة :


خدها مثل القمر يجلي الظلام = يجذب المغرم سواد عيونها
يوم سلمت ابيدي رد السلام = كنها ليلى و أنا مجنونها
من تولع في هواها ما يلام = جعل نفسي ما تخيب ظنونها
عقبها عيني جفت حلو المنام = من سهرها بيحت مكنونها
صوبتني و اعدمت روحي عدام = ليتكم عن ظلمها تنهونها






سمات و خصائص قصيدة الغزل السامرية
تختص قصيدة الغزل السامرية بعدد من السمات و الخصائص منها :
1- وصف الجمال العربي التقليدي :
يعتبر وصف معالم جمال المرأة العربية التقليدية سمة هامة من سمات غزل السامر و من ذلك تشبيهه المرأة بالمهرة ، يقول سموه :



خلها تلعب مثل لعب الفرس = لا ربح عن دربها من ردها
مهرة بعاتقها جرس = مثل غصن البان ثنية قدها



و تشبيهه عيون المرأة بعيون المهاة و هو تشبيه كلاسيكي دَرَجَ عليه الشعراء العرب منذ أمد بعيد ، يقول سموه :


أتلفتني نظرة عيون المهاة = و عشت منها يا محمد في كبد
اندوشت و قلت يا الله الثبات = يا الله إنك ترزق السامر جلد



كذلك فقد تغزل سمو الأمير عبد العزيز بالرمش على عادة الشعراء العرب القدامى ، و لننظر إلى هذه الصور البديعة التي تصور الرمش على ورد الوجن يكتب حروفا ً عندما تستلهم العين :

 رمشه على ورد الوجن يكتب حروف = لا سلهم بحور العيون الفتونه




و كذلك يؤثر السامر العيون السوداء ، يقول سموه :

طحت في حب العيون السود كلي = و من عثر في رمش عينك ما يقومي




و يشبه السامر إطلالة المرأة بطلعة القمر أو البدر استلهاما ً للتراث الشعري و القاموس الجمالي العربي ن يقول سموه :

طلعة البدر عيني غلقت في بهاك = يا عيوني ويا مناي و هواي



و يقول أيضا ً :

            لا توريني القمر و إنت القمر = نور خدك مثل نوره في الظلام 



2- شفافية الغزل و فخامته :
يقول الأديب و الباحث عبد الله الزازان : ( ينظر نقاد الشعر إلى أدب الأمير عبد العزيز على أنه البداية الحقيقية لظهور الوصف الجمالي ، و لعل ظهور هذا الفن الجديد يعود إلى تفانيه في خلق الأفكار الجمالية ، و لذلك فإنه يعد مجددا ً للبناء الجمالي في الشعر ).
يقول سموه في شفافية آسره تفيض روعة و جمالا ً :

       الله عطاني و كثر ما بها منه = حورية الحور نور الروح و عيوني
ما أحلا دلاله و ما أحلا بالغلا فنه = إن راح عني على ما راح و دوني



و يقول أيضاً :

         ناظر قدام حسنك ينحني = إن رفعت الشوف عود ما قوى 



و يمزج السامر مزجا ً متقنا ً بين دقة التصوير و الوصف و فخامة المفردات الغزلية التي يختارها بحرفية مهندس بارع ليشيد منها غزلا ً فخما ً و شفيفا ً و ساحرا ً ، يقول سموه :

          خذيت الحسن كله ما بقى للغانيات أقسام =    عليك الله أكبر حقهم ما فضلت يمناك
أشوف الحسن بك يختال في عيني و قلبي هام= أهيم برمشك الفتان و نور الجيد يا فتاك
على عرش الهوى و الملح ربي كملك بوسام = وسام المنطق الباهي على كل الحكي يزهاك
أبفرش لك حرير الشوق أبيك تسير الأقدام = على دربي و بأفرش لك ورود الحب في دنياك




و تنطوي القصيدة الغزلية السامرية على سمات فنية و مضمونية و أخلاقية و جمالية كثيرة لا حصر لها .
[/CELL][/TABLE]

 


خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google
  • أضف محتوى في Facebook


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.