ارتبط الشعراء بأوطانهم حباً وعشقاً وإلهاماً , وكانوا في ارتباطهم هذا يجسدون ولاءً فطرياً
وعفوياً لأوطانهم .
فالوطن هو الملاذ وهو البيت الكبير الذي يعيش في كنفه الجميع , والعاطفة الوطنية تعتبر من أصدق العواطف الإنسانية وأنبلها على الإطلاق من ةخلالها يفصح الشاعر عن مكنونات مشاعره وعميق أحاسيسه الصادقة تجاه وطنه ,
وتبدو النزعة الوطنية في شعر سمو الأمير الشاعر عبد العزيز بن سعود بن محمد بن عبد العزيز آل سعود ( السامر ) شديدة الوضوح وعميقة الصدق وراسخة الجذور .
يقول سموه معبراً عن مشاعره الوطنية تجاه وطنه , المملكة العربية السعودية , وعن أمنياته الطيبة تجاه :

يا وطناً طال عمرك على عز وأمان  =   فيك هاجس حبنا منك يكبر م غلاك 


بك صباح وسع الصدر في ذاك الزمان = حدثونا عنه جداننا اللي في ثراك 


في قلوب الشعب بين الحنايا لك مكان = يا وطناً كل ما تملك يدينا فداك


يا وطناً بين الأوطان لك رفعة وشأن = مهبط الوحي والبيت في طاهر حماك 


في حما الله يا وطناً على عز وضمان  = الله اللي ظلل الدين في قبة سماك

وفي عاطفته الوطنية الصادقة يمزج الأمير عبد العزيز الفخر والمديح بالفداء والتضحية
في سبيل حماية وطنه والذود عن حياضه , يقول سموه :

يا دارنا حناك من دم العدا لا تجزعين = مدي كفوفك للخضاب ونعطرك عطر الفل 


يا دارنا دار النبوة والرسل والمرسلين  = بفعالنا يوم الوغي بنكحا عيون نجل 


دون المدينة والحرم متقابضين باليدين = والله ما ينزل بها : اللي بحرمتها يخل

ويقول سموه مبتهجاً باليوم الوطني :

كل مجدٍ له على ما قال الأول فارسه = وكل عز له على ما قاله الأول من رعاه


يا بلادي , فلي , البيرق لنا مستأنسة= غطرفي في ظل شيخ حداك الأقصى حماه 


وحدك الأدنى شهاب يشتغل به قابسه = يشهد التاريخ والشاهد بعد حي قراره 


الرخا والأمن ظلك بالظروف العابسه = السياسة بيتها مجدك وشيخانك ذراه 

ويتصدى سمو الأمير الشاعر للإرهاب الغاشم والغادر الذي يستهدف الأرض والإنسان والسيادة في المملكة العربية السعودية , يقول سموه :

ما يموت الثار وأنا اللي وراه = قلتها يدري بها اللي ما درى


العدو اللي لنا بين عصاه = مرحباً به لو يرد لنا البرا 


والصديق اللي لنا بين خزاه = عندنا له قامةٍ حدر الثرى 


ما نفكه ما وطا غيره وطاه = يوم باع بحب بحب داره واشترى


الله الله من حكم داره حماه = أو يا راع الفعايل وش ترى 


من وطا حد الوطن يلقاه جزاه = فعل .. وإلا ركب راسه وافترى 


دارنا الأرواح لو تغلا فداه = علم اللي يفعلون المنكرا 


صوتنا كل الورا تسمع صداه = صوت واحد صوت شعب و ومرا 

ويبدو حب الوطن والوفاء لمجده محركاً حقيقياً لفيض مكنونات مشاعر سموه , يقول في ملحمة المائة عام :

حي صبح الرياض وحي ما جابه =حي صبح البلاد وصبح داعيها 


حي عزمه وهماته وحيا به  = ما يحكم البلاد إلا مصاليها 

ومن خلال قصائده الوطنية الكثيرة يبدو سمو الأمير عبد العزيز مرتبطاً ارتباط وشيج العرى بوطنه وأرضه , ارتباط يضرب بجذوره عميقاً في صيرورة تاريخ المملكة العربية السعودية كونها أرض الحرمين الشريفين ومهبط الوحي وقلب الوطن العربي والإسلامي
ولذلك تطفح نزعنه الوطنية بالأصالة والمضامين الأخلاقية وسمو المقاصد ونبلها .
يقول ســـموه :

نرفع الروس ونطاول بها = هامة المجد والي مستحيل 


دارنا فالضماير حبها = روح جيل كبر  واهداه جيل 

وعندما يستحضر الشـاعر مقومات ومكونات وطنه يستحضر أيضاً قادته العظام الذين يشكلون رموزه الوطنية .
وفي طليعة هؤلاء جلالة الملك عبد العزيز آل سعود موحد الجزيرة العربية وقائد انجح وحدة عربية معاصرة . يقول سمو الأمير عبد العزيز :

يا دار أبو تركي من أجلك ما نهاب = الروح نرخصها إلى من جاك حيف 


حنا شربنا حبك الغالي شراب     =  في سموم وفي ربيع وفي مصيف 


يا دارنا وإنا بعد ستر وحجاب = يا دارنا يا موطن الدين الحنيف 

وقال مباهياً بالوحدة اكبرى التي حققها كمعجزة تاريخية جلالة الملك عبد العزيز آل سعود ( طيب الله ثراه ) :

أروي ظما الدار يوم إن العدل ظامي = عبد العزيز أرفع الراية ووحدها 


يا صبح يوم مبارك وأبرك أيامي = يوم به الهمة لعليا توكدها 


جا للجزيرة وجرح أهل العبث الدامي = يوم أكثر الناس جهل وتقطع بيدها 

ويضيف سمو الأمير عبد العزيز معدداً السجايا الفاضلة لجلالة الملك عبد العزيز وفلسفته في الحكم :

رفا فتوق كبار وعز الأيتامي =  وروح رو س الرجال الصوك ضمدها 


وفصل على الدار من وحي السما خامي  =  ودرس هدي النبوة صبح جددها 


دين الشريعة لحكمه سيف وحزامي  =  نفسه لخدمة بيوت جندها 


ناس تسابق وراه وناس قدامي  =  ورد أول القوم ودروبه توسدها 


الحكم لله ثم الدين الإسلامي = عقيدة الدين في نجده تنجدها 


بالحق والشرع صفي روس الاخصامي =  وبيض نفوس زمان الجهل سودها

وقال أيضاً في مدحة المغفور له – بإذن الله – جلالة الملك ةعبد اعزيز آل سعود

عبد العزيز اللي هجد عجلان في قصر الرياض = بالأربعين اللي على روس الرماح وأرواحها


فاض الوفا للراية الخضراء معه من يوم فاض = للديره اللي بالولاء طقول طبول أفراحها


شيخ يفرق بين سود المقبلات من البياض = ورا الدول كيف العرب تارد ورود وأرماحها

وقال أيضاً :

عبد العزيز مجدد عهد الأبرار  = شيخ ورث حكم وعلا مقامه 


خلاه مجد من قرافيه يحتار = من عقب ليل حالك به ظلامه 

ويحضر جلالة الملك فهد بن عبد العزيز ( رحمه الله ) كرمز وطني كبير في قصائد الأمير عبد العزيز , يقول في ملحمته الشهيرة التي كتبها خادم الحرمين الشريفين ( رحمه الله )

عينك على الناس يسهر موق ناظرها = تسلم ويسلم لنا راسك وهماته 


وعيونك اللي على أهل الدار سامرها = تسهر على الشعب والنايم بغفواته 


على الأمن والأمان دوم مسهرها = ولراحة الشعب قلبك نسي راحاته 

ومن خلال عاطفة الأمير الشاعر المتأججة تجاه مليكه الذي يشكل رمزاً وطنياً كبيراً يفصح سموه
عن مجمل سجايا خادم الحرمين الشريفين ( رحمه الله ) كما يبتدي في قوله :

جزيرة راحت لنا ريف وانهار = عدل وأمان مع سلام وسلامه 


في عهد شيخ له بالأمجاد تذكار = فهد السياسة والحكم والكرامة 


حامي حمى البيتين من كل الأشرار = حكم الهدا والدين جود زمامه 


فهد .. فهد .. غيث سقا كل الأقطار = مزن من الوسمي تركم غمامة 


 فهد .. فهد .. لا صار بالوقت ما صار = ترى الحظيظ اللي فهدنا حزامه 


فهد الوفا اللي بالوفا حصل الكار = من طيب راس الشيخ ساقه غرامه 

ويقول في مدح خادم الحرمين الشريفين ( رحمه الله ) :

فهد العدل , فهد العرب , واف الأشبار = مضرب المثل في حب حاكم ومحكوم 

وتحضر ثنائية ( القائد – الشعب ) بكثرة المضامين الوطنة لشعر سمو الأمير عبد العزيز فمن خلال تلاحمهما تصنع الأمة أمجادها والوطن عزه
يقول سموه :

يا مليكنا مجدك الحب من شعب الوفا = يا فهدنا يا فهد مجدنا عالي المقام 


شعبك اللي بالولا والوفا الوافي صفا = بالمحبة علقوا بك على الهامة وسام 

ومن خلال قصائده الوطنية تغنى سموه بالشريعة الإسلامية التي حكم بموجبها خادم الحرمين الشريفين ( رحمه الله ) يقول سموه :

السياسة والعدل معك بالحكم أردفا = وحد سيف بالشريعة شرع قص العظام 


ومن يخالف حكحم الإسلام رقد بالدفا = لين يفرق بين حد الحلال من الحرام 


حكمك اللي بالرخا والأمن ثوبه ضفا = نعمة الإسلام تمت علينا بالتمام 

ويقول أيضاً :

احكم يابو فيصل على خمس الأركان = حكم له القرآن والشرع والدستور 

وقال ممتدحاً حكمة خادم الحرمين الشريفين ( رحمه الله ) وعدله وحنكته السياسية :

يا خادم الكعبة وحامي ثرى الدار = يا وهج الأمة يا منار السياسة 


الله يجيرك من صواديف الأقدار = وتسلم لنا يا قلب شعبك وراسه 


يالحاكم العادل ويا الوالد البار  = للي عليه من الزمان انتكاسه 

ويزخر سجل الملك فهد بن عبد اعزيز الوطني بإنجازات لا تعد ولا تحصى وفي مختلف المجالات , وفي الأبيات التالية يرصد سمو الأمير عبد العزيز نزراً يسيراً من هذه المآثر والإنجازات الوطنية الخالدة :

سعدنا بالفهد حامي حمانا = سنام المجد في عسر الليالي 


خلق للشعب شخصية مزيدة = فهدنا عشقة أمجاد المعالي  


عدو للدين ما يقرب وطنا = يرده بين مر وبين حالي 

ويزخر شعر سمو الأمير عبد العزيز بجواهر ثمينة زادها حضور خادم الحرمين الشريفين ( طيب الله ثراه ) فيها جمالا وروعة فأضحت كنوز ثمينة وبذا يكون سمو الأمير عبدالعزيز شاعراً وطنياً بامتياز , إذا تبدو عاطفته الوطنية تجاه مليكه وشعبه عاطفة سامية صافية متأججة لا حدود لحبها الكبير .
وفي حقيقة الأمر أغبط سموه على عاطفته الوطنية هذه وحبه الكبير الذي ينهل معين وداده من قلب كبير .
وفي كافة القصائد الوطنية التي قالها في خادم الحرمين الشريفين ( رحمه الله ) يمتزج التغني بالوطن بمدح خادم الحرمين الشريفين ( رحمه الله ) ومن هذه المدائح الرائع قال سموه :

يا مجير من جار الزمان تولاه = سلامتك من كل عارض صواديف 


سلام يا مضفي على شعبه ارداه = ذرا يذري عن سموم وعواصيف 


يا منبع الحكمة ويا مصدر الجاه = سلامتك يا اللي لكل العرب ريف 


أبوك قدم لك على العز يمناه = مني عديم حر كامل تواصيف 


ملك السياسة والوفا والمداراة = والهمة العليا وبذل المعاريف 

فرغم أمن الشاعر يقف وقفة حق مع الشعب الكويتي المحتلة أرضه والمنتهكة سيادته إلا أنه يفصح عن نزعة خليجية شقيقة لنزعته السعودية , يقول في قصيدته الوطنية الرائعة ( سعوديون)
منتقداً العدوان العراقي والرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي لم يحترم حقاً من حقوق الجار والشقيق ومشيداً بالوقفة العظيمة التي سجلها التاريخ بأحرف من ذهب ونور لخادم الحرمين الشريفين ( رحمه الله ) عندما وضع كافة إمكانيات المملكة في خدمة نصرة الكويت
يقول سموه بنبرة تحدي وكبرياء وإصرار :

يا معاند الحق وقفتنا سعودية = نموت موت الشرف تحيا عوايدنا 


أرواحنا هي وقود النار بالهية = أشرب من الهم وارجع لا تزايدنا 


أسنة رماح عدوتنا كويتية = وسيوفنا بالدما تكتب قصايدنا 


نار الفهد في لهيب قلوبنا حيه = إلى ومرنا على ضربتك قايدنا 


أرواحنا في سبيل الحق عاريه = والدل ما هيب تيجانه قلايدنا 


ما غير دسمان يا عالم لنا نيه = والعز للحي والجنة لبادينا 


وبكويت الأحرار ما يبقى عراقيه = والنصر في دار أخو مريم يعايدنا 


يعود للشعب والسلطة صباحيه = نحقق وعد خادم البيتين قايدنا 

وتتبدى نزعة سموه الخليجية واضحة كذلك في قصيدته الوطنية (( قصيدة التطوع في حرب الخليج )) التي يقول فيها :

الحرب والموت والله ما يروعنا = علم عدانا نهار الكون تدري به 


إيماننا اللي ندافع عنه دافعنا = والموت عن دينا هذي مواجيبه 

وتظهر في قصائد سمو الأمير عبد العزيز الوطنية نزعة أخرى شقيقة لنزعته الوطنية السعودية وهي النزعة القومية العربية التي تظهر واضحة صريحة لا لبس فيها في قول سموه :

دون العروبة والعرب والدار ما ندخر جهد = هذي ملاحم قصة احيت لنا المجد التليد 

وفي قوله أيضاً :

وشيخنا فهد العرب يذري ذراه = للعروبة راس أبو فيصل ذري 

وهكذا تكون نزعة سموه نزعة وطنية صادقة تميل ميلاً فطرياً إلى النزعتين الخليجية والعربية
ونزعته الوطنية السعودية نزعة صادقة أصيلة تتجذر عميقاً في سيكولوجية الشاعر ووجدانه المرهف الحس وتنهل من وجدانياته الفياضة دفقها وحيويتها .. وعاطفة نبيلة الهدف وسامية المقاصد . ويكفي الأمير الشـاعر فخراً أن خادم الحرمين الشريفين _( رحمه الله ) – لقبه بشاعر آل سعود . وفي ذلك دلالة أكيدة على أنه شاعر وطني كبير بامتياز .