الرئيسية
الأخبار
|
أخبار السامر قراءة في قصيدة (سلم المحبة) للأمير الشاعر سعود بن محمد آل سعود |
قراءة في قصيدة (سلم المحبة) للأمير الشاعر سعود بن محمد آل سعود
في العراقة الشعرية
1433-03-03 05:50 PM
بقلم: ضمن عواد السناني
إلى أي مدى تكون العراقة دليلاً حاسماً على الموهبة؟ هذا سؤال لا ينطوي بالضرورة على إجابة واحدة، بل على إجابات متعددة تفسر لنا ذلك الالتباس الذي تحيل عليه، خصوصاً في الشعر. وعلى الرغم من ان العرب أطلقوا اسم (المعرق) على بعض شعرائهم، كعبد الرحمن بن حسان بن ثابت، وكعب بن زهير إلا أن العراقة تفيض وتنحسر بحسب الموهبة؛ فعراقة بهذا المعنى هي صلة ورابطة نسبية. ربما كانت هذه التساؤلات مدخلاً للحديث عن الشاعر الكبير الأمير سعود بن محمد بن عبد العزيز آل سعود من خلال قراءة قصيدته البديعة (سلم المحبة) فهذا النص الجميل بدا غاية في الرقة والعذوبة: يقول الشاعر الأمير سعود بن محمد بن عبد العزيز: يا غايبٍ عبرات عيني تناديك =تدعيك باسمك كل يومٍ وليله هكذا أحببنا أن نورد القصيدة كاملة، ثم بعد ذلك نتأمل معانيها الجمالية المتعددة، فالنقد حين يفكك القصيدة يستغرق في المعاني، ويقطع انسيابيتها. يقول الشاعر في البيت الأول: يا غايب عبرات عيني تناديك =تدعيك باسمك كل يومٍ وليله هذا البيت يشف عن حنين عميق وشجن متوهج يتضمن النداء والدعوة. فالغياب هنا عذاب، والشاعر ينادي بعبراته لا بلسانه، وهذه من أشد حالات الشجن والحنين حين تكون الدعوة كل يوم وليلة؛ أي العمر كله.. ثم يقول الشاعر: يفز قلبي كلما أوحيت طاريك =هذي سواتي من سنينٍ طويله احفظ هوى اللي بالموده مصافيك =ما اختار غيرك بالعذارى بديله هنا يتبيّن لنا معدن الشاعر ووفائه النبيل، فهو على الرغم من غياب المحبوب وما جره عليه من الشجن والعذاب، ما زال يكن له حباً صافياً دلّ عليه بجملة قوية وبالغة الدلالة في المعنى الذي أراد توصيله وهي قوله (ما اختار غيرك بالعذارى) بديله فهو له القدرة على الاختيار لكنه على الرغم من ذلك رفض الاختيار والبديل عن الحبيب الغايب. ثم يقول الشاعر في هذه المقطوعة الشجية: لياك تنساني ولانيب ناسيك =سلم المحبه بين خل وخليله يحذّر الشاعر - عبر الضمير إياك الذي تحول إلى (لياك) بحسب اللهجة النجدية، بلطف جميل، المحبوبة في قوله السابق؛ لكن لماذا يحذّر الشاعر أصلاً؟ فيجيب بالشطر الثاني من البيت: (سلم المحبة بين خل وخليله) فطريق المحبة يفرض التحذير من النسيان ويوجب الذكر واستصحاب خيال المحبوب في أجمل لحظات السماع والرؤية؛ ولذلك قال الشاعر في البيت الأخير: اسمع نشيد الورق وأذكر لياليك =وأشوف خدك بالورود الجميله بقلم: ضمن عواد السناني - شاعر وكاتب - ينبع البحر
خدمات المحتوى
|