الرئيسية
الأخبار
|
أخبار السامر أقوال الصحف عن ( شاعر القرن ) ليوم الجمعه 24 / 1 / 1429 هـ |
أقوال الصحف عن ( شاعر القرن ) ليوم الجمعه 24 / 1 / 1429 هـ
1429-01-23 09:19 PM
جريدة اليوم غادر الأمير سعود بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود مدينة الرياض متوجهاً إلى مدينة جدة الاسبوع الماضي في رحلة نقاهة نظراً لما تتمتع به جدة هذه الايام من أجواء دافئة وجميلة. نتمنى لسموه دوام الصحة والعافية. [HR] جريدة المدينه البيت الواحد يكشف قدرة الشاعر على سبك القصيدة قاسم بن خلف درج الأدباء والنقاد عند عرضهم لقصائد الشعراء أو الاستماع إليها الإشارة إلى بيت متميز من القصيدة له نكهة خاصة عند متذوقي الشعر أطلقوا عليه اصطلاحاً (بيت القصيدة) وهناك من قال إن هناك قصائد فيها أكثر من بيت يجدر تسميته بهذا الاسم ولكن بقي هذا التقليد سمة عامة في الشعر العربي الفصيح امتدت بعد ذلك إلى الشعر الشعبي نجدها جلية في الكثير من قصائد الشعراء الأقدمين والمعاصرين وفيما نجد في الشعر الفصيح ظاهرة القصيدة اليتيمة وهي قصيدة نادرة لشاعر لا يعرف له غيرها كقصيدة ابن زريق البغدادي مثلاً تتكرر هذه الظاهرة في الشعر الشعبي أيضاً فيما ينفرد الشعر الشعبي بظاهرة البيت اليتيم أو الوحيد أو الشارد أو البيت القصيدة وهو بيت من الشعر استوفى الصورة البلاغية والجزالة اللفظية ولا يعرف له ثانٍ، فهو البيت وهو القصيدة في نفس الوقت لأن قائله تعمد أن يكون كذلك ورغم أنها سمة نادرة الحدوث إلا أنها مما يلفت نظر الباحث في الشعر الشعبي ولعل أشهر ما أطلعت عليه في هذا الشأن ثلاثة أبيات لثلاثة شعراء أحدهم من الجيل السابق والآخران من جيلنا العاصر ولكن أحدهما من فئة الشيوخ والثاني من فئة الشباب وسنقف أمام كل بيت متأملين ما فيه من الجزالة والبلاغة ومتسائلين عن سر إطلاقه ليغرد خارج السرب أولاً: قول الشاعر بخيت بن ماعز العطاوي: ?قلبي يحب المردمة والينوفي?أحبها من حب حي وراهـا ? صاحب البيت شاعر وفارس معروف وهناك من نسبه لأخيه شليويح وهو بيت وحيد سار على ألسنة الناس حتى صار مثلاً، يظن الكثيرون أنه جزء من قصيدة ولكنهم يعجبون إذا علموا أنه هو كل القصيدة فلم يجد أحد من رواة الأدب الشعبي أو الباحثين فيه أخا لهذا البيت إذا علمنا ان صاحبه ممن عاش بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين فلا يمكن سؤال الشاعر عن سبب اقتصاره على هذا البيت ولكن لا بد أن يستوقفنا الجمال في هذا البيت المجرد من التبعية. ?جمال الصورة الكاملة من عدسة العاشق الولهان صورة أبلغ من أي كلام آخر صورة لا تحتاج إلى تعليق فهي غنية بذاتها عن سواها ويبقى السؤال الآخر هل سيكون بهذا التوهج لو ألحق بغيره؟! قال أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري عن هذا البيت في صورته الموجزة يتفوق على بيتي المجنون حيث يقول: ?أمر على الديار ديار ليلى?أقبل ذا الجدارا وذا الجدارا ?وما حب الديار شغلن قلبي?ولكن حب من سكن الديارا ? وذلك أن شاعرنا الشعبي استوفى الصورة في بيت واحد في حين لم يستوفها المجنون إلا في بيتين. ?ثانياً: قول سمو الأمير سعود بن محمد شفاه الله: ?ما في جمال العذارى فرق?الفرق في رغبة الخاطـر ? وهذه الصورة اختصرت الجدل حول ما هية الجمال وخصائصه لدى الأنثى لتكثفه في المشاعر فالجمال يختلف تقدير مواصفاته من شخص إلى آخر وعلى هذه الصورة لا يمكن اعتباره ذاتياً إنما نتيجة لزاوية الرؤية النابعة من العاطفة فالحب أعمى كما يقولون من هنا جاء المثل المعروف (القرد في عين أمه غزال) ولام رجل أحد العاشقين لفتاة لا تتصف بالجمال فقال له العاشق: لو رأيتها بالعينين اللتين أراها بهما لما قلت ذلك، فلا شك أن الحكمة تتجلى في هذا البيت الذي قال عنه الأستاذ راشد بن جعيثن: «بيت يتطلب دارساً أكاديمياً في علم النفس من أجل أن يجد لذلك منهجاً من مناهج علم النفس..»(1) ?ولأن هذا البيت ملفت للنظر بل للأعناق وصاحبه ما زال يعيش بين ظهرانينا فقد تأكدت ولادته وحيداً وأمكننا معرفة السر في ذلك فحينما سئل سمو الأمير لماذا لم تكمل هذا البيت؟ هل خوفاً من اختلال الصورة أم ترى أنك أشبعت المعنى والصورة والمرادة؟ ?فأجاب: «حاولت أن أكمل هذا البيت ولكن لم استطع لجماله وشعرت اني لو أكملته لأفقدته جماله على الرغم من استطاعتي اكمال مئة بيت على ذلك ولكن الشيء إذا فقد جماله ما عاد له معنى وهذا البيت كامل المعنى فما يرغبه الخاطر هو الغالي في النهاية والمرأة لو لم تكن جميلة ويرغبها الخاطر لكفى فالجمال ليس كل شيء هناك اللسان وحلو الكلام وقد تغطى هذه الصفة على أشياء كثيرة وهناك أيضاً القبول وخفة النفس الجمال مطلوب ومرغوب ولكن ليس هو كل شيء وهذا البيت لم أقله إلا وأنا متأكد وواثف من أنني لا أنا ولا غيري نستطيع أن نكمل القصيدة فالمعنى اكتمل وماذا ستقول بعد ذلك لو أكملته لاختل المعنى».(2) ?نعم إن شاعرنا العملاق يعرف أن الشعر بالكيف وليس بالكم كما أن ثراء تجربته أفرزت لنا هذه الصورة الخلابة المتوشحة بوشاح الحكمة التي تقصر عنها قرائح كثير من الشعراء. ?ثالثا: قول سمو الأمير سعود بن بندر رحمه الله: ?يا ليتني بينك وبين المضرة?من غزة الشوكة ليا سكرة الموت ? وهذا البيت نشر في ديوانه تحت عنوان البيت الأخير وكتب: «هذا البيت آخر ما كتبه الشاعر ويخاطب به والدته».(3) ?وقد قرأت أن راشد بن جعيثن عندما سمع هذا البيت من سمو الأمير طلب منه عدم إكمال القصيدة والاكتفاء بهذا البيت نظراً لاكتمال الصورة، والحقيقة أن هذا البيت وما فيه من المشاعر الجياشة الصادقة بالاستعداد للتضحية بالغالي والنفيس لفداء المحبوب مما يؤلمه سواء كان حقيراً أو عظيماً يعطي صورة واضحة عن مقدار المحبة الراسخة في قلبه لهذا المحبوب فكيف إذا علمنا أن المقصود بهذا البيت هو الأم التي هي أحق الناس بالحب والبر والرعاية، لا أجد غضاضة إذا قلت أن هذا البيت من أروع ما قيل في بر الأم إن لم يكن أروعها، ومن يقرأ مرثيات والدة الشاعر فيه ينطبع في ذهنه شعور بأن هذا البيت لم يأت من فراغ بل هو قول يصدقه الفعل. ?كلام جميل قليل يغني عن كل التفاصيل نعم إن هذا البيت يشكل قصيدة مكتملة الصورة والمعاني يعجز الكثيرون عن استيفاء مضمونه في القصائد الطوال، الغريب أني رغم كل ما ذكرت عن هذا البيت موثقاً فقد سمعت أخيراً أن لهذا البيت بقية!! ?وأخيراً.. فهل نسمي نموذج البيت السابق بالبيت القصيدة أو القصيدة البيت أو البيت اليتيم أو البيت الوحيد وكل هذه التسميات مطابقة لوصفه إلا أني سأسميه بالبيت الفرد الذي انفرد وحيداً عن كل الأبيات ولكنه ظل محاطاً بالتميز، فهل يعي شعراء المجلات والمنتديات أن قيمة القصيدة ليست بعدد أبياتها أو كلماتها أو حروفها بل بما تحمله من المعاني الجزيلة والصور الجميلة كما قال راكان بن حثلين: ?ما قل دل وزبدة الهرج نيشان?والهرج يكفي صاملة عن كثيرة.
خدمات المحتوى
|