الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:فلقد ألقيتُ محاضرات وخطبًا في برِّ الوالدين، وذلك قليلٌ من كثير حقِّهما، وما ذكره الله تعالى في كتابه وما صحَّ في سُنةِ نبيِّه ج في شأن الوالدين أعظم بيان وأوضح برهان على شرف منزلة الوالدين ورفيع مقامهما.وفي مجتمعنا لا نزال والحمد لله نرى البرَّ بالوالدين ظاهرًا مألوفًا.إلاّ أنّ من صُوَر البرِّ صورًا مشرقةً تعكس عظيم العناية بشأن الوالدين، صورًا تهلُّ العبرات من الأعيُن وتنعقد الألسنة عن الوصف.عودًا على بدء... ألقيتُ محاضرات وخطبًا عن برِّ الوالدين، لكن كما قال ج: «ليس الخبر كالمعاينة».وممَّا شرح صدري وأقرَّ عيني ما سمعتُه ثم رأيتُه في منزل صاحب السموّ الأمير الصالح الكريم الأديب/ سعود بن محمد بن عبدالعزيز، من برِّ أولاده به، ومنهم: عبدالعزيز، سعد، فهد، متعب، مشعل... وغيرهم من بقية إخوانهم، بارك الله تعالى فيهم.يشهد الله تعالى أنني رأيتُ صُوَرًا من البرّ لن أنساها ما حييت؛ هذا يُسابق والده ليُقدِّم له نعليه، بل والله لقد كان بعضُهم يُلبِس والده النعال بنفسه، وذاك يُحاول قراءة مُراد والده ليُسارع في تنفيذ أمره، وآخَر يُمسك يد والده برفق ليمشي معه، مع وجود كثيرٍ من الأصحاب المخلصين والخدَم، لكن الأبناء
لا يتركون أحدًا يخدم والدهم بحضورهم... إلى غير ذلك مما يسرّ ويُفرح.وأحسب أنّ الله تعالى ردّ على سموّ الأمير/ سعود بن محمد برَّه بوالديه فأقرَّ الله تعالى عينَه ببرّ أولاده له.اللهمَّ بارك له في عمله وعلمه وماله وذرِّيته.اللهمَّ إني لم أُرِد بهذا رياءً ولا سُمعةً وطمعًا في مال، وإنما حثّ لأولاد الأسرة الحاكمة خصوصًا ولغيرهم عمومًا.اللهمَّ ارزقنا برَّ أمَّهاتنا وآبائنا وارزقنا برَّ أولادنا بنا.وصلى الله وسلّم وبارك على رسول الله.