موقع الأمير الشاعر عبدالعزيز بن سعود بن محمد آل سعود

جديد القصائد
جديد الأخبار

New Page 3
 

 
جديد الصور
 

 
جديد البطاقات
 

 
تغذيات RSS
 

الأخبار
الأرشيف الصحفي
جرايد
جريدة الجزيرة
عام 2007 م
صحيفة الجزيرة تنشر :الامير محمد بن عبد العزيز بن سعود..المتبتل في محراب الزهد
صحيفة الجزيرة تنشر :الامير محمد بن عبد العزيز بن سعود..المتبتل في محراب الزهد
صحيفة الجزيرة تنشر :الامير محمد بن عبد العزيز بن سعود..المتبتل في محراب الزهد
1428-09-20 02:00 AM
في موضوع تاريخي قيم نشرت صحيفة الجزيرة عبر صفحة وراق للكاتب عبد الله آل ملحم الذي بحث في موضوعه عن حياة العالم الزاهد الامير محمد بن عبد العزيز بن سعود الذي أمضى حياته بين العلم والعبادة وقد برع الكاتب في نقل تفاصيل مهمة عنه رحمه الله..


هنا البحث كامل


وَرّاق الجزيرة

الأمير محمد بن عبدالعزيز بن سعود.. المتبتل في محراب الزهد (1313 - 1404)
بقلم - عبدالله بن أحمد آل ملحم





الحديث عن الأمير العالم الزاهد محمد بن عبدالعزيز بن سعود يغري بالحديث عن ظاهرة التسمي في مجتمعنا العربي، من حيث هي ظاهرة موروثة تجيء بوصفها سلوكا قيميا نبيلا، ومن حيث هي جزء من ثقافتنا العربية الأصيلة، وأؤكد على أرومتها العربية لنزوعها المعرق إلى عصر صدر الإسلام وما قبله، ومن ثم حضورها المتصل في أدبيات ثقافتنا المحلية حتى عصرنا الحاضر.

في الماضي ترى هذه الظاهرة في أكثر من مصدر من تراثنا، كما في خبر الأنصاري الذي جاء عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - فقال له: يا بن عم رسول الله إنه ولد لي مولود وقد سميته باسمك، فهنأه ابن عباس وأمر له بجارية تحضنه، ومائتي دينار لينفقها على تربيته... وفي الحاضر ترى في مجتمعاتنا العربية وفي جزيرتنا العربية خاصة، وباعثها إعجاب المسمي بالمسمى به، أو وفاؤه له، أو بهما معا، ومن ثم يجيء نسق أسري يقتفي أسماء من سلف من آبائه برجاء اقتداء الأبناء بالآباء، والمسمون بالمسمين، ومع تعاقب الأجيال تكثر الأسماء، والكثرة تحيل إلى تشابه، والتشابه يحيل إلى صعوبة، ومن ثم يصبح من الصعوبة بمكان تحديد إحدى شخصيات الأسر الكبيرة في المجتمع السعودي لتشابه أسماء رجالاتها الكثيرة المتشابهة.

وفي الأسرة السعودية المالكة - كما في أسر أخرى حاكمة وغير حاكمة - يحدث ذات التشابه لتطابق أسماء رموزها ورجالاتها، لاسيما حين يجتمع في سلسلة العلم الواحد أسماء متكررة للأئمة: محمد، عبدالعزيز، سعود، فيصل، تركي... وغيرهم من رموز الدولة السعودية في أدوارها الثلاثة، ولتفادي تبعات هذا التشابه وما قد يتمخض عنه من لبس تبرز الألقاب والكنى كدلالة فارقة بين السمي وسميه، وكحل يزيل اللبس عن كل منهما، وفي هذا الصدد نجد أن الملك عبدالعزيز قد عمد إلى تلقيب ابن عمه الأمير سعود بن عبدالعزيز بن سعود بن فيصل بلقب (الكبير) تفريقا له عن ابنه الأمير سعود - الملك فيما بعد - لكونهما مقربان منه، وكلاهما كان يحضر مجلسه، وكلاهما يدعى: سعود بن عبدالعزيز، فلقب الأسن منهما ب(الكبير) تفريقا له عن سميه.

ولذات السبب أيضا جاء العنوان المفرط الطول للكتاب الصادر باسم: ((الأمير الزاهد محمد بن عبدالعزيز بن سعود بن فيصل آل سعود...))، وهي إطالة لجأ إليها المؤلف تلافيا لتشابه موضوع دراسته مع شخصيات أخرى من الأسرة المالكة تحمل ذات الاسمين الأولين، ولو اقتصر على اسم الأمير محمد بن عبدالعزيز دون إضافة اسم الجد الأول لأشكل عنوانه، لوجود خمسة عشر أميرا من الأسرة السعودية المالكة يحملون ذات الاسمين الأولين، أما شخصية المترجم له باسمه الثلاثي الذي عنونت به مقالي هذا فهي واحدة لا ثاني لها، بحسب (الجداول الأسرية لسلالات العائلة المالكة السعودية) لمؤلفها الأستاذ المؤرخ عبدالرحمن بن سليمان الرويشد، قد يكون تشابه الأسماء من مبررات المؤلف لتطويل عنوان كتابه، ولكن لو اكتفى بالاسم الثلاثي للمترجم مشفوعا بذكر سنتي ولادته ووفاته لدل وأغنى.

هذا ما يتعلق بعنوان الكتاب.. أما شكله اللافت وسيمياؤه الجاذبة فلها شأن آخر، حيث جاءت في حجم متوسط بحسب تصنيف الطباعة العربية مقاس17\ 24 وقد طبع على ورق شاموه فرنسي ثمين، حليت حوافه بطلاء ذهبي لامع، وقد جعل غلافه من الجلد السميك المقوى، كما أودعت بطانته حشوة إسفنجية ناعمة، زادته فخامة، ومن ثم لف غلافه بورق صقيل من السلافان اللامع، وأخيرا أودع الكتاب داخل صندوق جلدي فاره، عكس حجم العناية بالكتاب.

محتوى الكتاب يتحدث عن زهد أمير وسيرته، وشكل المحتوى يتحدث عن أبهة طباعة وبذخ مطبوع، فكيف يجتمع الزهد والبذخ معا؟! هذا ما قد يقوله القارئ ابتداء، أما حين يوغل في القراءة فسيعلم أن مظهر الكتاب لا علاقة له بجوهره، وسيعلم - أيضا - أن الكتاب لم ير النور إلا بعد وفاة صاحبه بنحو ربع قرن تقريبا (صدر في عام 1426هج)، وأحسب أن المترجم له لو كان حيا وشهد تأليف هذا الكتاب عنه لما ارتضى كتابته؛ لأن مثل هذا الكتاب يخالف قناعة أمثاله، ولأن من يزهد في الدنيا لا يطمع في تسميعها، ولا يرجو حديث أهلها عنه.

في حياتنا المعاصرة وفي خطابنا الوعظي خاصة يكثر الكلام عن القدوات والاقتداء، ونسمع الكثير عن الزهد والزهاد، ولكننا لا نرى إلا القليل من ذلك، والدعاة والخطباء والوعاظ يحدثوننا كثيرا عن زهد رسول - صلى الله عليه وسلم - وعن زهد الصحابة - رضوان الله عليهم - ومن تبعهم بإحسان، ولكنهم لا يعيشون ما يحدثوننا به إلا قليلا وقليلا جدا، حتى بات الزهد الحقيقي عملة نادرة نسمع عنها وقلما نراها!

والأمير الزاهد محمد بن عبدالعزيز بن سعود - يرحمه الله - كان واحدا من القلائل الذين عاشوا الزهد مع الوجد لا بسبب الفقد، وعاشه مع القدرة لا لحرمان، فكان زهده حقيقيا صادقا لا تنظيريا خادعا، وفي مقاربة تاريخية صادقة يذكر المؤلف خبر مالك بن دينار الذي وصف بالزهد يوما فقال: يقولون: إني زاهد! إنما الزاهد عمر بن عبدالعزيز الذي أتته الدنيا فتركها.

لا أريد أن أكرر ما ذكره المؤلف في كتابه وحسبي أن أتلبث قليلا لدى واحدة من صور الأمير القليلة جدا، بل النادرة الملتقطة له اختلاسا عن غير رضا منه، أو مصادفة وهو لا يلقي لها بالا، هذه الصورة تحدث عن الكثير من تواضعه وزهده وبساطته، وهي وثيقة معبرة عنه بصدق، ناطقة بالكثير من المعاني النفسية التي حاولت أن أقرأ الكتاب من خلالها، وأن أنفذ إلى أسرار شخصيته منها، وإذا كان للعيون لغة كما يقال فللصور لغتها أيضا، وقد نظرت إليها وتأملتها مليا فما رأيت؟

رأيت صورة قديمة باهتة الملامح، ألوانها الأسود والأبيض، يتوسطها شيخ هرم، أحسبه كان في عشر الثمانين من عمره، أول ما صافح عيني من مظهره بساطة هندامه وتواضع ملبسه، ولما دققت النظر إليه لم أبصر خلف أعطافه هيئة أمير تنطق أبهته بسموق مكانته، وإنما هيئة مواطن من أواسط الناس، آثر التقشف واستكان إلى الزهد، بعد أن شارك في البناء وأحسن البلاء، وهو وإن لم يعرفه البعض لتواريه عن الأضواء فقد عرفه أبناء عمومته الأدنون، بدءا من الملك المؤسس وحتى آخر ملك عاصره قبيل وفاته عام 1404هج، وعرفه أيضا العلماء والصالحون والمساكين.

أعاود النظر إلى صورته فأرى شيخا ذا لحية معفاة يقف متكئا على عصاه، ينظر إلى الأمام، يحدق إلى غير مصوره ذاك الكامن بوميض آلة متلصصة خلف زهده وورعه، وعلى عيني الشيخ نظارة طبية بيضاء، بإطار معدني أبيض كبياض لحيته، وعلى رأسه شماغ أحمر لم يكترث لكيه كثيرا، وثوب قصير لم يتجاوز عقبيه، أما فتحة ثوبه من الأعلى فهي بلا نطاق عنق، وهي أشبه بفتحة الثياب العمانية التي كان الشيخ عبدالعزيز بن باز أشهر من رأيناه يلبسها، وبمعاودة النظر إلى أسفل الصورة لا أجدها تظهر للشيخ إلا طرف رجله اليمنى، وطرف حذاء كان ينتعله لحظة التقاط الصورة، وهذا يعني أنها التقطت له وهو يخطو ماشيا غير مكترث لها، فلم تظهر رجله اليسرى لذات السبب، وعليه فلم يكن لحظة التقاطها منتصبا لها ككثير من المولعين بالظهور الذين أعشت عيونهم الأضواء والشهرة.

تذكرت وأنا أنظر إلى الشيخ وتواضعه خبر الأعرابي الذي دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه جلوس حوله، فسأل أيكم محمد؟ وهو سؤال منطق أملته طبيعة موقف، إذ لم يكن ثم مظهر من مظاهر الأبهة يميز محمدا عن أصحابه، وسؤال الأعرابي ليس بدعا أو استثناء لا يعتد به، بل هو ذات التساؤل الذي عرض للأنصار وهم ينظرون إلى النبي وأبي بكر حين قدما المدينة مهاجرين، وهم يتساءلون: أيهما محمد؟

هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، وكذلك كان الشيخ في اقتدائه برسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن هنا جاءت عظمة شخصيته، كان متواضعا وفي تواضعه قوة شخصيته، وكان زاهدا ومن زهده انبثقت رفعته.

خرج الملك عبدالعزيز - كما يذكر المؤلف - مسافرا إلى مكة، فخرج لوداعه كبار آل سعود، إلا الشيخ تخلف عن الخروج على غير عادة! فافتقده الملك عبدالعزيز، وسأل عنه؟!

فقيل له: هو معتكف لا يخرج من المسجد.

فقال الملك: إذن نذهب إليه نودعه، فجاءه في معتكفه فوجده نائما، فلم يرد إزعاجه، فهوى إليه يقبله، فما شعر الشيخ إلا والملك يقبل ما بين عينيه، وقد كان الشيخ أصغر من الملك عبدالعزيز سنا، ولكن من تواضع لله رفعه!

كان الشيخ ذا شأن في أسرته، ومكانة عالية لدى ملوكها، فهو ابن عم الملك عبدالعزيز - يلتقي وإياه في جدهما القريب فيصل - وفي ذات الوقت كان متزوجا بشقيقته الأميرة الصالحة منيرة بنت عبدالرحمن، والملك عبدالعزيز - كما يذكر المؤلف مسندا - يوصي أبناءه بصلة أرحامهم عامة، وبصلة الشيخ وزوجه منيرة خاصة ويقول: ((إنهما خيرة آل سعود))، وغير ذلك من الصفات التي جعلت الشيخ في الرعيل الأول من أمراء البيت السعودي الحاكم، ومع هذه المكانة يصف الشيخ عبدالله بن جبرين تواضعه وهو العارف به فيقول: كان في طلبه للعلم يجلس على التراب والحصباء، ولم تكن المساجد إذ ذاك قد فرشت بالزل والفرش الناعمة، وإنما فرشها الحصر المنسوجة من الأعواد ونحوها، فهو يجلس عليها رغم خشونتها دون أن يستصحب معه سجادة أو فرشا خاصا، وفي منزله غالبا يجلس على الفرش المعتادة دون السرر والكراسي الرفيعة، وفي حجه ينزل في خيمة متواضعة يفتح أبوابها للطارقين والزوار، وغالب حجه عن طريق البر مع توفر المراكب الجوية له، وهو متقشف في لباسه لا يرتدي إلا المشالح العادية التي يلبسها آحاد الناس، ولا يأكل إلا على الأرض وبالجملة - ولا يزال الحديث لابن جبرين - فهو مثال للتواضع والتذلل في كل أحواله وقد أعرض عن زينة الحياة الدنيا وزخرفها، ورضي بمخالطة العوام والجلوس معهم، ولم يتخذ بوابين وحراسا وحجابا يمنعون من الدخول عليه... وغير ذلك كثير من صفاته التي كتبها الشيخ ابن جبرين في عشر صفحات تحدثت عن أدب لسانه ومجالسه وطلبه للعلم وتعبده قياما وصياما وحرصه على الطاعات والأعمال الصالحة.

حتى لا أحيل القارئ إلى مفقود فالصورة المذكورة ليست مرفقة بأصل الكتاب، ولأمر ما - لعله المصادفة المحضة - أرفقت بغلاف النسخة المهداة إلي.

بقي أن أذكر أن الكتاب من تأليف الشيخ خالد بن عيسى المغيدي العسيري، ومراجعة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الخضير، ومن تقديم كل من: سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، ورئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ صالح بن محمد اللحيدان، وفي المقدمة الأولى يقول سماحة المفتي: عرفنا سموه وهو من العباد المشهورين، حريصا على الصلوات، ملازما للجماعة، وعلى الاعتكاف في شهر رمضان، وعلى العمرة والحج، زاهدا في دنياه، ملازما للعلم، ملازما لحلقة شيخنا العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ، إضافة إلى ما عمر به مجلسه من القراءة في كتب أهل العلم والاستفادة منها... وبنحو هذا ذكره الشيخ اللحيدان في مقدمته، وبعد المقدمتين يطالعنا المؤلف بقصيدة له من ثمانية أبيات، وهي ضعيفة فنيا لمباشرتها، إلا أنها تثبت مشاعره الودية نحو الشيخ، وعنوان القصيدة ((أمير الزهد)) وهو عنوان صادم لإيغاله في المبالغة، ولو طالعه المترجم له لما أقر المؤلف عليه، ولو سمعه يلهج به لنهاه عنه، وأحسبه سيقول له: زادك الله حرصا ولا تعد.. لا لشيء إلا لأن من يزهد لله لا يتطلع لثناء الخلق وهو يرجو ثناء الخالق، ومن يفر من الدنيا ونعيمها لا يعجبه زخرفها، ومن الوفاء للشيخ بعد مماته أن يذكر بما يحب في حياته.

قوة شخصية الشيخ - أو مفتاح شخصيته كما يعبر العقاد في دراسة عبقرياته - تكمن في الزهد لا في الاستزادة، وفي التواضع لا الترافع، وفي التماهي لا التباهي، وعنوان القصيدة يحيل إلى حكم مطلق يتنافى مع الموضوعية التي ينبغي للبحث الجاد أن يتسم بها، كما أن الشيخ غير محتاج لأن يوصف بهذه المبالغة، وله رصيد ضخم من المواقف والأخبار التي أثرت سيرته ومن شأنها أن تغني الكتابة عنه بغير هذه المبالغة.

بعد هذه القصيدة يطالعنا المؤلف بتمهيد لكتابه، يذكر فيه باعثه على تأليفه، مؤكدا أن ثناء العلماء على الشيخ وذكره الحسن هو ما حداه إلى الكتابة عنه، ثم يشير إلى ملمح جميل يكمن في أن ذكر الصالحين من المعاصرين أشد تأثيرا في نفوس معاصريهم من ذكر المتقدمين؛ لأن النفس الأمارة بالسوء ترد صاحبها عن الاقتداء بمن سبق لأعذار واهية، كاختلاف الحال، وتغير الزمان، فإذا ذكرت سير المعاصرين ذهبت الوساوس وانقطع دابرها.

وبعد التمهيد يعنون المؤلف لأهمية الترجمة لأهل الفضل من العلماء والصالحين، ويورد ما يناسب ذلك من الآيات والأحاديث، ثم يورد الترجمة وفيها معلومات تاريخية عن الشيخ وأسلافه قد لا تجدها في غير هذا الكتاب، ثم يتحدث عن مولده ونشأته وأخذه للعلم عن الشيخ سعد بن عتيق، والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وهو أشهر مشايخه، وكان الشيخ كما يذكر المؤلف مجدا في طلب العلم، فحفظ القرآن صغيرا، ثم حفظ بعض المتون في العقيدة والفقه والفرائض... وغير ذلك كثير، وهكذا يمضي المؤلف من عنوان إلى عنوان ومن فصل إلى فصل حتى يضع القلم عند وفاته وثناء العلماء عليه.





 


خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google
  • أضف محتوى في Facebook


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.