موقع الأمير الشاعر عبدالعزيز بن سعود بن محمد آل سعود

جديد القصائد
جديد الأخبار

New Page 3
 

 
جديد الصور
 

 
جديد البطاقات
 

 
تغذيات RSS
 

الأخبار
الأرشيف الصحفي
جرايد
جريدة الجزيرة
عام 2008 م
ضمن عواد السناني - العراقة الشعرية بين السامر وأبيه
ضمن عواد السناني - العراقة الشعرية بين السامر وأبيه
 ضمن عواد السناني - العراقة الشعرية بين السامر وأبيه
1429-08-11 11:34 PM


العراقة الشعرية بين السامر وأبيه
قراءة في قصيدة (سلم المحبة) لسمو الأمير الشاعر سعود بن محمد آل سعود






كتب - ضمن عواد السناني

إلى أي مدى تكون العراقة دليلاً حاسماً على الموهبة؟ هذا سؤال لا ينطوي بالضرورة على إجابة واحدة، بل على إجابات متعددة تفسر لنا ذلك الالتباس الذي تحيل عليه، خصوصاً في الشعر، وبالرغم أن العرب أطلقوا اسم (المعرق) على بعض شعرائهم، كعبد الرحمن بن حسان بن ثابت. وكعب بن زهير إلا أن العراقة تفيض وتنحسر بحسب الموهبة، فالعراقة بهذا المعنى هي صلة ورابطة نسبية، أحياناً يكون الشاعر أشعر من أبيه، وأحياناً يكون أقل منه شاعرية، وأحياناً تتساوى الموهبتان، وأحياناً تنبع الموهبة من العدم بلا عراقة.

ربما كانت هذه التساؤلات مدخلاً للحديث عن العلاقة بين سمو الشاعر الكبير عبد العزيز بن سعود بن محمد آل سعود (السامر) وبين أبيه الشاعر الكبير سعود بن محمد بن عبد العزيز آل سعود. وهنا تنطوي المقارنة بين الشاعرين على موهبتين كبيرتين، تذكر إحداهما بالأخرى دون أن تكون صدى لها، أو أثراً عنها، إلا بالمعنى العام للتأثير والتأثر الذي يطبع الكتابة الشعرية، فالشعر أصلاً هو قول على قول. في هذه القراءة نحاول التأمل في نص شعري صغير (5 أبيات) وكثيف لسمو الشاعر سعود بن محمد بن عبد العزيز آل سعود، والد الشاعر (السامر). وهي قصيدة (سلم المحبة) التي نلمح فيها أطيافاً من رومانسية (السامر).

يقول الشاعر سعود بن محمد بن عبد العزيز:

يا غايب عبرات عيني تناديك =تدعيك باسمك كل يوم وليله 
يفز قلبي كلما أوحيت طاريك =هذي سواتي من سنينٍ طويله
احفظ هوى اللي بالمودة مصافيك =ما اختار غيرك بالعذارى بديله
لياك تنساني ولا نيب ناسيك =سلم المحبة بين خليل وخليله
أسمع نشيد الورق وأذكر لياليك =وأشوف خدك بالورود الجميله

هكذا أحببنا أن نورد القصيدة كاملة، ثم بعد ذلك نتأمل معانيها الجمالية المتعددة. فالنقد حين يفكك القصيدة يستغرق في المعاني، ويقطع انسيابيتها.

يقول الشاعر في البيت الأول:

يا غايب عبرات عيني تناديك =تدعيك باسمك كل يوم وليلة 

هذا البيت يشف عن حنين عميق وشجن متوهج يتضمن النداء والدعوة. فالغياب هنا عذاب، والشاعر ينادي بعبراته لا بلسانه، وهذه من أشد حالات الشجن والحنين.

حين تكون الدعوة كل يوم وليلة.. أي العمر كله.. ثم يقول الشاعر:

يفز قلبي كلما أوحيت طاريك =هذي سواتي من سنين طويله 

أن يفز قلب الشاعر فهذه حالة تنطوي على هزة وجدانية عميقة، أما أن يفز قلبه ويقفز كلما سمع ذكر المحبوب، فهذا يحيل على طبيعة هذا الحب الهائل والعنيف.

والشاعر يؤكد ما ذهبنا إليه في تحليل البيت السابق من أنه يدمن الحنين وانفعالاته طوال العمر كله في قوله (هذي سواتي من سنين طويله) وأجمل ما في هذا الشطر هو سهولة اللفظ وانسيابية الكلمات في تناغم موسيقي لا يهدر المعنى بل يعمقه. ذلك أن اللفظ في هذا المقطع يضيء المعنى والعكس بالعكس، وهذا من كمال قوة الشاعرية وصدقها ثم يقول الشاعر:

احفظ هوى اللي بالمودة مصافيك =ما اختار غيرك بالعذارى بديله 

هنا يتبين لنا معدن الشاعر ووفاؤه النبيل، فهو بالرغم من غياب المحبوب وما جره عليه من الشجن والعذاب، ما زال يكن له حباً صافياً دل عليه بجملة قوية وبالغة الدلالة في المعنى الذي أراد توصيله وهي قوله (ما اختار غيرك بالعذارى بديلة) فهو له القدرة على الاختيار لكنه بالرغم من ذلك رفض الاختيار والبديل عن الحبيب الغايب ثم يقول الشاعر في هذه المقطوعة الشجية:

لياك تنساني ولا نيب ناسيك =سلم المحبة بين خل وخليله 

يحذر الشاعر - عبر الضمير إياك الذي تحول إلى (لياك) بحسب اللهجة النجدية، بلطف جميل، المحبوبة في قوله السابق، لكن لماذا يحذر الشاعر أصلاً؟ فيجيب بالشطر الثاني من البيت: (سلم المحبة بين خل وخليله) فطريق المحبة يفرض التحذير من النسيان ويوجب الذكر واستصحاب خيال المحبوب في أجمل لحظات السماع والرؤية، ولذلك قال الشاعر في البيت الأخير:

أسمع نشيد الورق وأذكر لياليك =وأشوف خدك بالورود الجميله 

في نهاية النص اختار الشاعر أجمل حالات السماع والرؤية التي يتذكر عبرها الحبيب: أصوات الطيور الجميلة، وألوان الورود الزاهية على خد الحبيب. في ليالي الذكرى. هذه القصيدة ربما كانت دلالة على العراقة في الشعر بين الشاعر (السامر) وأبيه. وربما كانت أيضاً تأويلاً لبيت شعري لصاحب هذه السطور حين قال عن (السامر في هذا المعنى):

ورثت بالشعر آباء ذوي نسب =إن العراقة يُنبي سرّها النسب 

* شاعر وكاتب




 


خدمات المحتوى
  • مواقع النشر :
  • أضف محتوى في Digg
  • أضف محتوى في del.icio.us
  • أضف محتوى في StumbleUpon
  • أضف محتوى في Google
  • أضف محتوى في Facebook


Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.